لم يقتصر دعم ميليشات PYD_PKK لنظام الأسد المجرم مع بداية الثورة السورية على تحييد الشارع الكردي من الثورة السورية وقمع المظاهرات ونفي وقتل القيادات السياسية الكردية بل تجاوز ذلك إلى الدفاع الإعلامي المستميت عن هذا النظام وميليشياته ومجازره ضد أبناء الشعب السوري. فلم يتوان صالح مسلم زعيم ميليشات pyd في الدفاع عن المجزرة التي ارتكبتها ميليشات الأسد في غوطتي دمشق عام 2013 التي نشهد ذكراها السابعة اليوم. فقد وقعت حينها المجزرة الكيماوية الأكبر في تاريخ الثورة السورية. يومها أطلقت مليشيات النظام المتمركزة في مطار المزة العسكري، ومنصات “الفرقة الرابعة” في جبل قاسيون، صواريخ محملة برؤوس معبأة بغاز الأعصاب؛ السارين.الصواريخ استهدفت بلدات زملكا وعربين وعين ترما وكفربطنا ومعضمية الشام، وخنقت أكثر من 1400 شخصاً حتى الموت، منهم 201 امرأة و107 طفلاً، على مرأى ومسمع بعثة المراقبين الدوليين التي كانت قد وصلت إلى دمشق قبل ثلاثة أيامميليشا الأسد نفت وقوفها وراء الهجوم، واتهمت المعارضة بالمسؤولية عنه، إذ قالت إنها عثرت على أسلحة كيماوية في أنفاق تحت سيطرة المعارضة المسلحة في مدينة جوبر، وهو ما نفاه المحققون الدوليون، الذين أكدوا أن الأسلحة الكيماوية التي استعملت في الغوطة خرجت من مخازن النظام السوري. كما أشارت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إلى توفر أدلة توضّح وقوف النظام وراء المجزرة. وحينها قال صالح مسلم قال صالح مسلم. الذي كان يشغل رئيس ميليشا الاتحاد الديمقراطي pyd : إنه يشك في احتمال أن يكون بشار الأسد قد استخدم أسلحة كيميائية في هجوم الأربعاء الماضي. وأضاف مسلم بأن الهجوم قد نفذ لتحميل بشار الأسد المسؤولية عنه وإثارة رد فعل دولي وبأن الأسد ليس غبيا ليستخدم هذه الأسلحة قرب دمشق.وتحجج مسلم حينها قائلاً: إن النظام في سوريا لديه أسلحة كيماوية لكن ليس من المنطقي ان يستخدمها في محيط دمشق على بعد خمسة كيلومترات من فريق المفتشين التابع للامم المتحدة الذي يحقق في استخدام الأسلحة الكيماوية.إضافة إلى ذلك رفض هيثم منّاع، رئيس فرع المهجر في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي التي كانت تضم حينها ميليشات pyd أيضا اتهام نظام الأسد بارتكاب هذه المجزرة بل قلل من عدد الشهداء في هذه المجزرة قائلاً:لا يمكنني الحديث عن آلاف الضحايا وبيدي قائمة غير حصرية بأقل من 500 اسم، والمعطيات المتوفرة لدينا حتى الآن تشير إلى أن السلاح الكيميائي الذي استخدم في الغوطة الشرقية كان من صناعة محلية، أما بالنسبة للطرف الذي استعمله فنحن نتحقق بمعطياتنا الخاصة ولهذا لم نطلق أية تصريحات متسرعة في هذا الشأن”. ومن الجدير بالذكر ان دور ميليشا pyd ارتكز مع انطلاقة الثورة السورية على تحييد الكرد السوريين عن الثورة السوريّة، وقمع المظاهرات السلميّة في المناطق الكرديّة، والبدء بشيطنة الثورة، والطعن فيها، وعرقلة واستهداف الحراك الشبابي الكردي، وصولاً إلى تصفيته تماماً، لدرجة ارتكاب عمليات اغتيال وخطف وضرب استهدفت نشطاء مدنيين كرد، تم توثيقها عبر تقارير وبيانات منظمات حقوقيّة كرديّة ودوليّة. وفي غضون الأشهر الأولى من الثورة السوريّة، أدخل ميليشا “العمال الكردستاني” العشرات من مقاتليه إلى المناطق الكرديّة، بشكل سرّي. كذلك دخل صالح مسلم إلى سوريا، وأطلق النظام السوري سراح معتقلي الحزب في سجونه على دفعات، لئلا يثير الاشتباه. بمعنى، جرت خطوات متبادلة لتعزيز الثقة بين ميليشا “PKK ” ونظام الأسد ، وصولاً إلى تسليم جزء من السلطة الإداريّة والأمنيّة في المناطق الكرديّة إلى هذه المليشيات ” في 19/7/2012، ما اعتبره الحزب “ثورة روجافا”بدأ الحزب يروّج لفكرة أن النظام أفضل من المعارضة، البدء في عمليات عسكرية ضد الثورة السورية والوقوف إلى جانب نظام الأسد عسكريا واعلاميا وسياسيا.