كلنا يعلم أن الصراع في سورية لا يرتبط بالدستور، بل بمن يستخف بالقانون ويوظف مؤسسات الدولة لتحقيق مصالح أسرة الأسد ومن التف حولها طمعا بمكاسب شخصية على حساب المصلحة الوطنية. كل تحركات نظام الأسد مزيفة لأنها جميعا تقوم على الكذب والتزوير. دعوى الدفاع عن الوطن في وجه إسرائيل والغرب مزيفة، والانتخابات التي جرت تحت اشرافه مزيفة، والمشاركة في اللجنة الدستورية رغم تقليص دائرة التفاوض فيها مزيفة. تصريحات رأس النظام تعكس غياب أي رغبة حقيقة في الوصول إلى حل سياسي. ولا زال لسان حال النظام الطائفي يقول “الأسد أو نحرق البلد.”البلد احترق واحترقت معه لبنان. احترق بكل ما في الكلمة من معنى. احترق بنيويا، واقتصاديا، وثقافيا، ونفسيا. سورية ولبنان تحولا إلى بلدين محروقين بعد أن كانا في موقع الريادة قبل نصف قرن، بجهود نظام طائفي تدعمه طغمة فاسدة دمرت كل شيء باسم التنمية، واستعبدت الناس باسم الحرية، وحولت البلاد إلى حفنة من المترفين وأغلبية من المنكوبين باسم الاشتراكية.سورية تحتاج إلى هيئة حكم تقود مرحلة انتقالية تنهي تسلط الاجهزة الأمنية التي يتحكم بها طاغية مستبد، ويستخدمها لتحقيق مصالحه الخاصة لا المصلحة العامة المؤتمن عليها. أي تحرك سياسي خارج هذا الاطار هو تحرك في الزمن الضائع لا يساهم إلا بزيادة مأساة السوريين، وتعميق أزمة مجتمع كان رائدا قبل تحكم عائلة الأسد، واصبح بعد نصف قرن من حكمها مجتمعا منكوبا ودولة فاشلة.لا خلاص للبلاد ما لم تصب جهود كل ناشط سياسي ومعارض صادق في هدف واحد: الإصرار على حل سياسي يقود إلى عملية انتقالية تخرج البلاد من تحكم المنظومة الامنية. أي تحرك خارج هذا الاطار يصب في مصلحة تكريس الاستبداد والتخلي عن هدف تحرير الوطن من التسلط والفساد الذي قدم السوريون كل غال ورخيص لتحقيقه.الدكتور لؤي صافي