أثارت التجربتان الجزائرية والسودانية النقاش حول دور الجيوش الوطنية ومقارنتها بجيش الأسد الموصوم بطائفيته وتركيبته الفريدة، ومقاربة دور الجيوش الوطنية في التعاطي مع المطالب الشعبية والانحياز لها.
تباينت آراء الضباط المنشقين عن قوات النظام حول إمكانية تطبيق التجربة السودانية في سوريا، والمتمثلة بانقلاب المؤسسة العسكرية على نظام الحكم، ومن سيقوم بها، والنتائج التي ستؤول إليها.
ويرى المقدم عمار الجاسم؛ أن حافظ الأسد استشعر مبكرا أهمية المؤسسة العسكرية في تثبيت الحكم، بعد أن عاصر جميع الانقلابات التي حصلت في سوريا، لذا عمد مع صلاح جديد إلى تسريح عشرات الضباط بعد انقلابهم في ٨ آذار عام ١٩٦٣، وزرعوا كوادر جديدة من أبناء الطائفة العلوية واستعانوا ببعض ضباط الأقليات الأخرى.
وأضاف، “لم يكتف حافظ الأسد بتسريح الضباط السنة، فانقلب لاحقا وأزاح الضباط الدروز، مثل سليم حاطوم، وتخلص بعدها من الضباط الإسماعيلية مثل عبد الكريم الجندي، بغية استكمال مشروعه الانقلابي على ابن طائفته صلاح جديد لاحقا، وليصبح الجيش طائفي بامتياز، إضافة إلى ذلك عمل حافظ الأسد على تقوية الأجهزة الأمنية وتسليطها على الشعب”.
وأردف؛ “مما سبق يمكن استنتاج سبب وقوف الجيش ضد إرادة الشعب السوري، وأصبح الولاء للقائد بدلا من الوطن، لكن هذا الجيش تهلهل بعد تحول الثورة إلى المقاومة المسلحة لعدة أسباب، منها انشقاق أعداد كبيرة من الضباط وصف الضباط والجنود، ومقتل الآلاف بعد زجهم في مواجهة الشعب.
وونوه الجاسم إلى أنه بعد أن ضعفت المؤسسة العسكرية التي بناها الأسد الأب والابن، استعان بشار الأسد بالميليشيات الإيرانية والعراقية واللبنانية والأفغانية التي سيطرت على البلاد بشكل واسع، وتراجع دور الجيش بشكل أكبر بعد الاستعانة بالقوات الروسية وسيطرتها على القرارين العسكري والسياسي.
واستبعد المتحدث إمكانية حدوث انقلاب عسكري كما جرى في السودان، إلا إذا كان هناك رغبة دولية بموافقة روسية بإعادة إنتاج النظام عن طريق انقلاب عسكري مدعوم من روسيا ومباركة دولية، في هذه الحالة فقط يمكن حدوث انقلاب عسكري.
أما النقيب المنشق “أبو المجد الحمصي”، فيرى “أن التجارب سواء الجزائرية أو السودانية وما سبق وما أعقب الثورة السورية، لا تشبه مع ما يجري في سوريا إلا من ناحية المطالب، لأن التركيبة الأمنية والطائفية لنظام الأسد مختلفة تماما عن التركيبات الأخرى للأنظمة العربية القمعية، وإن حدث أي انقلاب عسكري في سوريا، سيكون بمثابة مسرحية ومؤامرة خطيرة لها أبعادها تقف خلفها أيادٍ خارجية كما حدث في السودان ومصر.
ويضيف النقيب المنشق؛ “لدى سؤالنا للدول التي تدعي صداقة الشعب السوري، يقولون لنا ما البديل، وهنا نفكر لماذا سقط القذافي والبشير وعدد من الطغاة العرب ماعدا بشار الأسد، ونصل إلى قناعة أن الأخير هو بمثابة كلب الحراسة الوفي للدول الاستعمارية الكبرى، ليتحول بشار الأسد ونظامه الطائفي إلى استعمار داخلي مسلط على رقاب الشعب في سوريا”.
ونوه إلى أنه حتى في حال الانقلاب العسكري في سوريا؛ فعلى الشعب مواصلة ثورته للوصول إلى المطالب الأساسية وعدم الرضوخ والاستكانة إلى أن يفكك هذا النظام بشكل كامل مع أجهزته الأمنية، وتسليم السلطة للشعب، حينها يمكن القول إن الشعب حقق مطالبه أما حكم العسكر فهو لعبة وإعادة إنتاج للنظام بشكل كامل”.
أما النقيب المنشق مصطفى معراتي فيقول؛ “لا يوجد بسوريا جيش أو مؤسسة عسكرية، إنما هي عصابة مملوكة لإيران وروسيا”، ويضيف، “لا يوجد جيش على سطح الكرة الأرضية إلا ومهمته حماية الشعب إلا في سوريا، فإن مهمة الجيش محاربة الشعب”.
المصدر: بلدي نيوز