مع استلام نظام البعث الأرهابي الحكم في سوريا بدا في ممارساته الارهابية ضد أبناء الشعب السوري بكافة أطيافه ومكوناته وبما فيهم الكورد السوريين .
فقد عانى الكورد السوريين من سلسلة ممارسات وسياسات شوفينيه مارسها هذا النظام الإرهابي على مدى عقود من الزمن ولعل الحزام العربي أحد أبرز هذه الممارسات العنصرية .
حيث أصدرت ما تسمى القيادة القطرية لحزب البعث الإرهابي و بتاريخ 24 حزيران 1974 القرار رقم 521 والقاضي بتوزيع الأراضي المستولى عليها من الملاكين والمتاخمة للحدود التركية بطول 275 كم وبعمق 10-15كم تحت ذريعة تطبيق قوانين الإصلاح الزراعي وغمر نهر سد الفرات لبعض القرى .
والحزام العربي” هو مصطلح يُطلَق على عملية استيلاء نظام البعث على أراضٍ زراعية تعود لفلاحين وآغاوات من الكرد السوريين في محافظة الحسكة، ومنحها لفلاحين عرب قدموا من محافظتي الرقة وحلب وتوطينهم في “الجزيرة”، على طول الشريط الحدودي مع تركيا . وبلغ حجم القرى الكردية المتضررة من المشروع 335 قرية، وبعضها أزيل وضُمّ إلى القرى المؤسسة حديثاً، وطالت الأضرار اللاحقة بالسكان الأكراد في محافظة الحسكة أكثر من 150 ألف نسمة.
وبلغ عدد القرى التي تم تأسيسها في الشريط الحدودي ضمن مشروع الحزام العربي (39) قرية.ويشار أن نظام البعث اعتمد في تلك الفترة بممارستها الشوفينية ضد الكورد السوريين على دراسة لمحمد طلب هلال صدرت بتاريخ 12 تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 1963 بعنوان “دراسة عن محافظة الجزيرة من النواحي القومية، الاجتماعية، السياسية”.
ونوقشت هذه الدراسة في مؤتمرات حزب البعث العربي الاشتراكي، ومنها المؤتمر القطري الثالث للحزب عام 1966.ومحمد طلب هلال هو ضابط في وزارة الداخلية السورية، تخرج برتبة ملازم أول عام 1961، واستلم مناصب عدة أهمها منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، ومنصب رئيس شعبة الأمن السياسي، وكتب خلال تلك الفترة الدراسة المذكورة.