المدن:4/9/2020
خلصت “Image Sat International” التي تقوم بنشر صور من الأقمار الصناعية، إلى أن الجولة الأخيرة من الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل على سوريا استهدفت قدرة إيران على تصدير أسلحتها المتطورة وتخزينها هناك.ونشرت الشركة التي تعمل على تحليل الغارات الإسرائيلية على سوريا، صوراً توثق حجم الدمار الذي لحق جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت ليل الاثنين مواقع في ريف دمشق الجنوبي وبعد يومين مطار “تي فور” العسكري في محافظة حمص.وحسب تقرير الشركة، طاولت غارات ليلة الاثنين مطار دمشق الدولي وأسفرت عن تدمير مركز قيادي ومستودع قريب منه بالكامل.وذكر التقرير أن الهجوم “استهدف القدرات التنسيقية والإدارية لإيران في مجال الشحن الجوي، وكذلك قدرتها على تخزين الأسلحة المتطورة”، لافتاً إلى أن المنطقة نفسها سبق أن تعرضت لهجوم إسرائيلي في شباط/فبراير الماضي.وبخصوص الهجوم الإسرائيلي على مطار “تي فور” ليل الأربعاء، فنشرت الشركة صوراً تؤكد أن مدرج المطار وساحة الخدمات التي تستخدم لتحميل وتفريغ الطائرات تعرضت لأضرار ملموسة جعلتها غير قابلة للاستعمال، ما أسفر عن تعليق عمليات المطار مؤقتاً.ودفع ذلك إلى الاستنتاج بأن الهدف من هذه الغارات كان إحباط عملية تصدير شحنة معينة من طهران. وخلصت الشركة إلى أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة جاءت بهدف إفشال مخططات لتصدير شحنات أسلحة متطورة من إيران، وكان وراءها أيضاً هدف آخر، وهو بعث رسالة استراتيجية إلى طهران، وخاصة “فيلق القدس”، تحذرّها من مواصلة أنشطتها في سوريا.ووصفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الغارة “غير الاعتيادية” التي شنتها إسرائيل ليل الأربعاء، بأنها تكتسب أهمية ودلالات خاصة، وهي أهم الهجمات التي شنت عليها منذ أشهر.وفي تقرير أعده معلقها العسكري رون بن يشاي، أشارت الصحيفة إلى أنّ الطائرات التي شاركت في الغارة أطلقت صواريخها على القاعدة الجوية “تي فور”، عندما كانت على الحدود العراقية السورية وتحديداً بالقرب من قاعدة “التنف”، قرب مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية.وقالت الصحيفة إن القاعدة الجوية التي استُهدفت احتوت على صواريخ من طراز “SA5″، وهو الطراز الذي أسقط طائرة حربية إسرائيلية من طراز “إف-16” في فبراير/شباط 2018.ولم تستبعد الصحيفة أن تكون الغارة هدفت أيضاً إلى تدمير منظومات الدفاع الجوية التي أرسلتها إيران في أعقاب التوقيع على اتفاق دفاع مشترك بين دمشق وطهران، وضمنها منظومة الدفاع الجوي “خرداد-3″، وهي تشبه إلى حد كبير منظومة “إس-300” الروسية، كما أنها نفسها المنظومة التي استخدمت في إسقاط الطائرة الأميركية من دون طيار من طراز “Global Hawk”.ولفتت الصحيفة إلى أنّ “تعمد الجيش الإسرائيلي مهاجمة القاعدة السورية من الجنوب جاء بهدف تحقيق عنصر المفاجأة، على اعتبار أن المضادات الجوية السورية موجهة صوب الغرب”، وعلى اعتبار أن السوريين يفترضون أن الطائرات الإسرائيلية ستغير على الأهداف في العمق السوري من الناحية الغربية.ورأت الصحيفة في الغارة مؤشر على حجم التعاون بين الجيش الإسرائيلي والقوات الأميركية الموجودة في العراق وسوريا. وأضافت أنّ قاعدة “تي فور” تُستخدم من قبل الإيرانيين لتخزين منظومات صاروخية ودفاعية متطورة وطائرات من دون طيار من إنتاج إيران.