• الخميس , 28 نوفمبر 2024

المحامي مصطفى مستو: مابعد منبج

بعد التفاهمات التركية الأمريكية في واشنطن ب 4/6/2018 حول مدينة منبج سارعت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب إلى إصدار بيان انسحاب قواتها من منبج متذرعة بذرائع أكبر من حجمها بعشرات المرات وهي أنها قد أرست قواعد الديمقراطية في البلاد وحققت الأمن والأمان في وقت كانت قد هيجت العواطف وسخرت جميع أبواقها المأجورة في الداخل والخارج وبالأخص ( الروج افا ويين ) في أوروبا , وجميع القوى السياسية الكوردية المنضوية تحت جناح هذه القوات للعب بعواطف الناس ودغدغة مشاعرهم وبالتوازي مع الضخ الإعلامي الهائل و عبر جميع الوسائل الاعلامية التابعة لها ، المرئية، والمسموعة ، والمكتوبة عن أهمية معركة منبج كورديا لا بل وصل بهم الأمر إلى الاستغباء التام لعقول الكورد على أنها عروسة كردستان (مابوك ) وتكليف أبواقها الماجورة من مايسمون بمثقفين تحت الطلب لتقديم الدراسات المفبركة لإثبات كردستانية منبج ودون أدنى احترام لعقول أنصاره ومؤيديه خاصة والشارع الكوردي عامة حيث زج بآلاف الشباب الكورد في معركة ليس للكورد فيها لا ناقة ولا جمل لابل بالعكس خلقت مزيداً من الحقد والعدواة وخلفت شرخاً كبيراً بين الكورد والمكونات الاخرى وخاصة المكون العربي قد نحتاج دهوراً لردم تلك الهوة ورغم أن هذه المعركة التي كلفت الكورد السوريين أكثر من ألف ضحية من خيرة الشباب فإن قيادة هذه القوات كعادتها المعهودة لم تكن بحسابتها شي اسمه الضحية وأهالي الضحايا وأنهم بشر من لحم ودم وأن لهؤلاء ، عوائل واسر تهدمت اركانها وكيانها ، وأطفال بعمر الورود أصبحت يتامى و مشردة ، وإنما فقط ينظر إليهم على أنهم مجرد وقود و حطب يتم رميهم بمحرقة الأجندات الاقليمية والدولية.
وربما لم يعد سراً بأن استهتار هذه القيادة بدماء الشباب الكورد لم تاتي من فراغ وإنما لإدراكها التام بماهية وطبيعة عقول أنصارها ومؤيديها وطاعتهم العمياء لهم وإلا لم تكن تتجرأ هذه القيادة بأن تقول صراحةً ببيان انسحابها من منبج ” بأنها أقدمت على معركة منبج بناءاً على الأجندات و من ضمنها تركيا ” في وقت صدحت الرؤوس ليل نهار وخلال خمس سنوات وهي تتغنى على أنها قلعة المقاومة ضد تركيا وصدعت عقول الكورد بعدائها لتركيا واتهام كل من يخالف توجهاتها من الاحزاب السياسية الكوردية والشخصيات الوطنية بالعمالة والأردوغانية تبريراً لممارسة كافة أشكال الاستبداد و القهر بحقهم من قتل و اختطاف وتهجير ونفي.
وأمام هذا كله اعتقد بأن هذه القوات التي دخلت وخرجت من منبج بناء على توافق تركي أمريكي وبعيداً عن إرادة ومصالح الكورد السوريين لن تتردد ولن تخجل بأن تصدر بياناً مماثلاً بشرق الفرات وتعلن بأنها خرجت بناء على توافق اخر ربما يكون أيضاً تركي أمريكي وهذا هو المرجح أو ربما سوري امريكي.

فهل ياترى سنسمع علو الأصوات تصرخ و تنادي بأي ذنب قتل فلذات الاكباد ؟؟
أم لازالت الغشاوة تملأ الابصار والعقول و يطيح الفاس بالراس في وقت لاينفع الندم ؟؟

7/6/2018
المحامي مصطفى مستو

مقالات ذات صلة

USA