جددت الولايات المتحدة الأمريكية مع اقتراب الذكرى السنوية لانطلاق الثورة السورية موقفها الداعم للشعب السوري .
جاء ذلك خلال تصريحات في خلال إيجاز لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع السياسي في سوريا من قبل السفير ريتشارد ميلز نائب ممثل الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة يوم الامس الأربعاء المصادف 26 كانون الثاني/ناير 2022.
وجاء فيها : شكرا سيدتي الرئيسة. شكرا للمبعوث الخاص بيدرسون على جهودك المتواصلة والحثيثة للتوصل إلى حل سياسي لهذا الصراع الطويل والمدمر.
وأتوجه أيضا بشكر خاص للسيدة ثريا حجازي. قد يكون من المؤلم أن نستمع إلى الجهات الفاعلة في المجتمع المدني السوري من أمثالك، وغالبا ما تكون الرسالة قاسية، ولكننا نحييكم على عملكم الشجاع.
وتدعم الولايات المتحدة أيضا مشاركة المجلس الاستشاري للمرأة وندعو إلى تنفيذ القرار رقم 1325 وأجندة المرأة والسلام والأمن.مع اقتراب الذكرى الحادية عشرة للانتفاضة السورية، تقف الولايات المتحدة إلى جانب الشعب السوري وتواصل دفع أهداف متعددة للسعي إلى حل سلمي ودائم للصراع.
ويتمثل أول هذه الأهداف بمواصلة حملة الولايات المتحدة والتحالف لمنع عودة ظهور تنظيم داعش، والتي نعتبرها حجر الزاوية في جهودنا لمكافحة الإرهاب في المنطقة. ويشكل الوضع المستمر في مركز الاحتجاز في الحسكة – والذي أشار إليه غير بيدرسون – تذكيرا صارخا بأن داعش لا يزال يمثل تهديدا فعليا.ويتمثل الهدف الثاني في مواصلة تنفيذ وقف إطلاق النار المحلي في مختلف أنحاء البلاد، وهذا أمر أساسي للحفاظ على مستويات العنف منخفضة في مختلف أنحاء سوريا.
ثالثا، نحن نعمل على دعم توسيع وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وبدون عوائق في مختلف أنحاء سوريا. ولن نواصل حث المجلس على إعادة تفويض معبر باب الهوى فحسب، بل أيضا على إعادة فتح المعابر الحدودية في اليعربية وباب السلام للسماح بالوصول لإيصال المساعدات الإنسانية. وهذه الإجراءات ضرورية لتلبية الاحتياجات الطارئة المتزايدة للشعب السوري في مختلف أنحاء البلاد.
رابعا، تواصل الولايات المتحدة الضغط من أجل تحقيق المساءلة، ولا سيما في ما يتعلق بانتهاكات الأسلحة الكيميائية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب واحترام حقوق الإنسان.
وأخيرا، نحن نعمل على دعم عملية سياسية يقودها الشعب السوري على النحو المتوخى والموافق عليه من قبل هذا المجلس في القرار رقم 2254. وكما أشار المبعوث الخاص، لا يسعنا التوصل إلى حل دائم لهذا الصراع ولن يتم ذلك إلا من خلال هذه العملية السياسية الشاملة ومشاركة الشعب السوري.
حضرة المبعوث الخاص، صدرت عن بعض الدول تعليقات غير بناءة حول جهودك لدفع الحوار السياسي. وصرح وزير الخارجية السوري المقداد علنا أن “نموذج الخطوة بخطوة كطريقة لحل الأزمة في سوريا غير مقبول بالنسبة إلينا”. نشجع كافة أصحاب المصلحة – وبخاصة الأطراف المباشرة في النزاع – على دعم جهودكم لتسهيل التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا.نشارك المبعوث الخاص شعوره بالإحباط من عدم إحراز تقدم في اللجنة الدستورية السورية ونتفق على ضرورة أن تستند الاجتماعات المستقبلية لمجموعة الصياغة المصغرة إلى اتفاق بين الجانبين حول سبل مناقشة مسودات النصوص ومراجعتها.
نحن نشعر بخيبة أمل من عدم رغبة المشاركين في نظام الأسد في إحراز تقدم نحو هذه الغاية، بما في ذلك في الجولة السادسة.لا نزال نشعر بقلق عميق إزاء عشرات الآلاف من السوريين الذين يعتقد أنهم تعرضوا للاحتجاز التعسفي أو الاختفاء القسري من قبل نظام الأسد.
ونشجعك يا حضرة المبعوث الخاص بيدرسن على التركيز على الإفراج عن المعتقلين على نطاق واسع وغير مشروط بالتنسيق مع لجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في سوريا ومكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان وعائلات المفقودين والمعتقلين.
كما نطلب منك أن تفعل كل ما في وسعك لدفع نظام الأسد لتقديم معلومات للعائلات حول مصير أحبائهم المفقودين والمعتقلين.ونشعر بالقلق أيضا إزاء التقارير التي تتحدث عن هجمات متكررة ومستمرة على العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرافق الطبية في سوريا من قبل النظام وحلفائه.
ويضم المتخصصون في الرعاية الصحية الذين تحدثت التقارير عن استهدافهم من استجابوا للمساعدة عقب هجمات النظام الكيميائية في الغوطة الشرقية ومن يحاولون وقف انتشار كوفيد-19. وندعو كافة الأطراف إلى وقف الهجمات التي تؤثر على العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرافق الطبية ونطالب بالمساءلة عن هذه الإجراءات.ندين الهجمات المبلغ عنها التي قام بها الجيش الروسي في إدلب، ولا سيما تلك التي طالت المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك القصف يوم 2 كانون الثاني/يناير والذي ألحق أضرارا بمحطة مياه بالقرب من إدلب وأدى إلى قطع وصول المياه عن حوالي ربع مليون سوري. وعلى حد تعبير نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا في وقت سابق من هذا الشهر، لن يؤدي استمرار تدمير البنية التحتية المدنية إلا إلى المزيد من المعاناة في صفوف المدنيين.
نحث النظام وداعميه الروس على وقف الهجمات، ولا سيما تلك التي تستهدف المدنيين في هذه المنطقة المعرضة للخطر.أخيرا يا سيدتي الرئيسة، أود القول إنه لا يمكن أن يكون ثمة سلام دائم في سوريا بدون المساءلة عن فظائع النظام، والتي يشكل بعضها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
تدعم الولايات المتحدة الجهود المبذولة لجمع الأدلة عن الانتهاكات المرتكبة في سوريا وتوحيدها وحفظها وتحليلها. هذا العمل حاسم لدعم جهود العدالة والمساءلة التي تمهد الطريق لسلام مستقر ودائم.
شكرا سيدتي الرئيسة