بعد تعرضه للتعذيب على مدى ست سنوات قضاها في سجون النظام، ما كان من فنان الفسيفساء السوري عبد الرزاق الطويل، إلا أن يستذكر تلك الأعوام برسم وجه جلاده الذي أوغل في تعذيبه وحرمه من نعمة الإنجاب.واعتقل الطويل، الذي كان يعمل في التجارة بدمشق عام 2013، بتهمة تقديم الدعم لفصائل المعارضة، وبقي معتقلا 6 سنوات، تعرض خلالها لكل ألوان التعذيب.وخلال فترة اعتقاله، قُتل والدا الطويل في قصف جوي للنظام، وبعد نيل حريته في يونيو/ حزيران 2019، استقر في مدينة عفرين شمالي سوريا، وتزوج فيها حيث بدأ حياة جديدة.بعد وصوله إلى مدينة عفرين عمل في صنع لوحات الفسيفساء وبيعها، لكنه لم ينس وجه جلاده الذي تسبب من خلال تعذيبه في إصابته بالعقم.فصار يرسم بالفسيفساء، وجه جلاده الذي ما زال طليقا، وكأنه يوثق الجريمة التي ارتكبت بحقه، ويأمل أن تكون لوحته دليلا لإهانة ذلك الجلاد.اكد الطويل بإنه بعد اعتقاله بقي نحو عام في سجن “المزة” بدمشق، ثم نقل بعدها إلى سجن “عدرا” جنوبي المدينة، مؤكدا أنه لم ينس أيًا من لحظات التعذيب التي تعرض لها.وأوضح الطويل أن شغفه بالرسم ساعده على تذكر وجوه الجلادين وكل المعتقلين الذين كانوا معه في السجن.ولفت إلى أنه لا ينسى البتة وجه الجلاد الظالم الذي تسبب في عدم قدرته على الإنجاب، مضيفا: “لم أعرف اسمه طوال 6 سنوات من الاعتقال، لكن صورة وجهه وسيجاره في فمه والتعذيب الذي مارسه ضدي لا يفارق عقلي”.وبحسب مصادر المعارضة السورية، فإن النظام لا يزال يحتجز نحو 500 ألف شخص في السجون ومراكز الاستجواب، بينهم نساء.