• الثلاثاء , 26 نوفمبر 2024

جوان عيسى : تاريخ الكورد العريق في سوريا ومحاولة طمسه من قبل الانظمة الاستبدادية والعنصرية .

يعد الكورد مكوناً أصيلاً من مكونات الشعب السوري على مر التاريخ حيث شارك الكورد وبشكل فعٌال في تاريخ سوريا السياسي والاجتماعي والثقافي .ولكن يبدو أن هذا المشاركة الكردية في تاريخ سوريا واعتبار الكرد أنفسهم جزء من الشعب السوري لم يعجب الكثير من العنصريين الذين لجؤوا إلى مختلف السبل في سبيل طمس الدور الكردي والتنكّر له مع الأسف. ومن هذا المنطلق علنا القول بأنهم لعبوا ذات الدور الريادي الكبير منذ تأسيس الدولة السورية واليوم بعد مضي تسع سنوات على الثورة السورية يظهر الوجود الكوردي على الساحة السورية مجدداً، ليعيد رسم السياسات ويوضّح معالم الطريق صوب مستقبلٍ سوريا الحرة والديمقراطية، بعد أن حاول الطائفيون العنصريون طمس أفكار المجتمع السوري بمختلف مكوناتهم واتجاهاتهم السياسية وتطورهم الذهني والحياتي .ان ظهور الوجود الكوردي والدور الذي يقوم به في رسم سوريا المستقبل لا يعني أنه وُلد الآن كما يزعم البعض، بل لأن قوى الطغيان والتعريب والتنكّر للكورد وحقهم لم يستطيعوا طمس حقيقة هذا الشعب الذي استمر في مقاومة هذه المحاولات بالسياسة والعزم واستمرار الكفاح، من أجل الحفاظ على وجوده، و متابعة النضال في سبيل جمهورية سورية حديثة، حرة وديموقراطية، تضمن للكورد حقوقهم كما لكل المكونات الأخرى، حق البقاء والحياة الكريمة والتمتّع بحقوقهم القومية والثقافية و السياسية لعموم الشعب الكردي.واني أرى في رابطة المستقلين الكرد الأمل المنشود في بناء سوريا ديمقراطية بعيدة عن التعصب القومي والديني وتسعى الرابطة إلى إعادة بناء سوريا كدولة حرة، ذات سيادة وطنية، ديمقراطية، مؤمنة بحق كل مواطنيها في المساواة والعدالة والحرية وتطوير الذات، ومؤمنة بحق كل مواطن سوري ومنهم الكورد الذين يشكّلون ثان اكبر مكون في الحجم والانتشار إلى جانب المكون العربي الكبير. فلا يمكن الزعم بأن بعض القوى الكوردية تؤمن وتعمل من أجل مبادىء الحرية والديمقراطية في حين تقف بعضها في خندق الإرهاب والعداء للحريات والتعايش والتآخي. فالكورد مجبولون عبر تاريخهم العريق بقبول الآخر وها هو التاريخ بين أيدي الجميع فماذا يعني عودة الكورد للحياة السياسية السورية بعد أن أرغمتهم النظرية الفاسدة على البقاء سجناءً بلا حقوق عقوداً طويلة ؟ عاد الكورد مجدداً لانهم استمروا في الكفاح والنضال ضد التشرذم والطائفية والتسلّط الدكتاتوري على المجتمع السوري منذ أن استولى البعثيون على الحكم والغوا كافة أنواع النشاطات الديمقراطية في البلاد وقدم الكورد الكثير من التضحيات في سبيل حرية الشعب السوري والتاريخ لن ينسى الشهيد سليمان آدى والشيخ الجليل الشهيد الخزنوي و عميد الشهداء الشهيد مشعل تمو فإن عودة الكورد لها وقعٌ كبير على الحياة السياسية السوريةلانهم أثبتوا بأنهم مع الحوار المتمدّن بين سائر مكونات الشعب السوري وجيرانهم وبالتأكيد سيكون الكوردي عنصر بناءٍ وترابطٍ وتعاونٍ لكافة السوريين، لأنهم بعيدون كل البعد عن الطائفية التي أنهكت الشعب السوري سيظهر للعالم أن الكورد هم أحد أعمدة سوريا الحرة المستقبلية

مقالات ذات صلة

USA