ذاكرة السوريين التي اكتظّت بالمواجع والفواجع، لم يعد ثمة ما يزيدها إيلاماً، ولا أعتقد أنّ مشاهد البؤس الراهنة على امتداد الجغرافية السورية، هي أقل مأسويةً وفجائعية من مجزرة النهر أو سواها من وقائع التوحّش الأسدي، هذا – بالطبع – لا ينفي وجوب استحضار هذه المجزرة كشاهدٍ حيّ ينبغي أن ينخز – على الدوام – الضمير الإنساني الخامل حيال المجرمين والقتلة، ولكن الاستحضار الأكثر إيلاماً – كما أزعم – هو أن مجزرة النهر و البضا والغوطة وخان شيخون وووإلخ،
كمضامين دالّة على إجرام النظام الأسدي، لم تعد حوامل فاعلة وداعمة،بل وعامل إحياء للقضية السورية، بل أراد لها من فرض وصايته على السوريين، أصالةً أو وكالةً، أن تبقى مناسبات للنواح والندب لا أكثر.أن تبقى القضايا العادلة تناضل بزخمها الإنساني خيرٌ من أن يجهضها محامٍ فاشل.