• الإثنين , 25 نوفمبر 2024

رواية جديدة للنظام حول حرائق الساحل السوري

ريان محمد

العربي الجديد:18/12/2020

خرج النظام السوري برواية جديدة لأسباب الحرائق التي اندلعت في عشرات المناطق من محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص، بداية شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عارضاً اعترافات لبعض الأشخاص قال إنهم جزء من مجموعة تضم 39 شخصاً، قاموا بإشعال تلك الحرائق، مشيراً إلى وجود “تمويل خارجي”، دون تحديد مصدره والجهة التي تقف خلفه، في حين ما زال المتهم الرئيسي بالتخطيط ودفع التمويل “متوارياً عن الأنظار”.وعرض التلفزيون الرسمي، مساء أول أمس الأربعاء، فيلماً تسجيلياً افتتحه بلقاء مع زوجة أحد ضحايا الحريق وعدد من المتضررين، ليبدأ بعدها بسرد روايته عن تلك الحرائق، متحدثاً عن عقد اجتماع في بلدة عرب ملك بريف طرطوس، تلاه اجتماع في حي الرمل الجنوبي على أطراف مدينة اللاذقية، ومن ثم استقطاب مجموعة من الشباب متوسطي الحال يبدو من سياق اعترافاتهم ومجال عملهم أن مستواهم التعليمي متدنٍ، قالوا إنهم أشعلوا الحرائق مقابل مبالغ مادية بخسة تراوحت ما بين 100 ألف و50 ألف ليرة سورية (سعر صرف الدولار الأميركي الواحد 2780 ليرة).

وجاءت الرواية الجديدة للنظام مخالفة لما ذكره مسؤولوه في أعقاب اندلاع الحرائق، حيث قال وزير الزراعة في حكومة النظام محمد حسان قطنا، في تصريح لوكالة “سانا” التابعة للنظام، إنّ 72% من الحرائق التي ضربت محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة، سببها قيام الفلاحين بحرق الأعشاب اليابسة في حقولهم، ثم تأتي الرياح شديدة السرعة، والتي تصل سرعتها إلى 70 كيلومتراً في الساعة، لتزيد منطقة الحريق، ليمتد لاحقاً وينتشر بسرعة، ويشمل مناطق واسعة من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون وغيرها.

حتى رئيس النظام بشار الأسد، لمّح، في تصريحات صحافية له خلال زيارته بعض المناطق المتضررة حينها، إلى وقوف أشخاص لديهم الرغبة بشراء الأراضي بأسعار بخسة لاستثمارها ضمن تجارة العقارات، إلا أن رئيس اتحاد الفلاحين في اللاذقية حكمت صقر، رأى أنّ “أيادي خفية” وراء الحرائق، فاندلاع أكثر من 30 حريقًا بالتوقيت نفسه “ليس مصادفة”، بحسب قوله. وتساءل “هل يمكن لعاقل أن يصدق اندلاع عشرات الحرائق باللحظة ذاتها من باب المصادفة أو بفعل الطبيعة أو نتيجة لماس كهربائي أو عقب سيجارة؟ لا شك أن هناك أيادي فاعلة غايتها التخريب”.

يشار إلى أن المتهمين بإشعال تلك الحرائق لم يحولوا بعد إلى القضاء، وما زالوا موقوفين لدى الأمن الجنائي، الأمر الذي دفع العديد من السوريين للتشكيك بتلك الاعترافات وصحتها، ولا سيما أن هناك من يعتبر أنّ النظام ساخط على أهالي حي الرملة الجنوبي، الذي سبق أن شهد مظاهرات مناهضة للنظام، إلا أنه قمعها عبر استخدام العنف الشديد.يذكر أنّه في 9 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اندلع 171 حريقا في عدة مناطق من محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص، أدت إلى وفاة ثلاثة مواطنين وإصابة 87 آخرين، في حين وصلت مساحة الأراضي المحروقة إلى 11 ألفًا و500 هكتار، 60% من المساحات أراضٍ حرجية، والمساحة المتبقية زراعية، في محافظتي طرطوس واللاذقية.

مقالات ذات صلة

USA