موقع تلفزيون سوريا:6/3/2023
أعلن العقيد ديف باتلر، المتحدث باسم رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال بارك ميلي، عن زيارة أجراها الأخير إلى شمال شرقي سوريا، لتفقد قوات بلاده في المنطقة، ليكون هو الرتبة العسكرية الأعلى التي تزور سوريا منذ انتشار القوات الأميركية فيها.
ووصل الجنرال ميلي إلى سوريا قادماً من تل أبيب، بعد لقاء مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، ناقشا من خلاله قضايا الأمن الإقليمي وتنسيق الدفاع ضد التهديدات الإيرانية.تقييم وضع القوات الأميركية شمال شرقي سورياأفادت مصادر مطلعة لموقع تلفزيون سوريا، أن زيارة رئيس هيئة الأركان الأميركية تضمنت جولة سريعة على القواعد العسكرية الأميركية الرئيسية شمال شرقي سوريا بما فيها التنف وحقل العمر، في ظل تصاعد الهجمات بالطيران المسير الإيراني، حيث كثفت طهران من طلعات الاستطلاع والهجمات على قواعد رئيسية أميركية شمال شرقي سوريا خلال كانون الثاني/ يناير، وشباط/ فبراير
.وبحسب المصادر فإن رئيس الأركان استطلع الوضع الميداني للقوات الأميركية، لدراسة إمكانية تدعيمها، أو إنشاء قواعد إضافية تساهم في حماية الجنود الأميركيين، خاصة وأن التوقعات تشير إلى احتمالية تصعيد إسرائيلي قريب ضد مواقع إيرانية، يرجح أنها تحتوي مختبرات لتطوير الأسلحة النووية، وبالتالي فإن واشنطن تريد تحصين قواتها في سوريا ضد هجمات انتقامية إيرانية محتملة، إذ باتت قاعدتا التنف وحقل العمر النفطي هدفان محببان للطيران المسير الإيراني للرد على أي ضربات إسرائيلية أو أميركية ضد القوات المدعومة إيرانياً.
تأكيد على أهمية قاعدة التنفأكدت مصادر عسكرية لموقع تلفزيون سوريا، أن الجيش الأميركي يولي أهمية خاصة للقواعد العسكرية في شمال شرقي سوريا، وبالأخص التنف، التي تعتبر بمثابة حجر أساس في قطع طريق الميليشيات المدعومة إيرانياً باتجاه سوريا.
وأفاد المصدر بأن القيادة المركزية الأميركية تدرس منذ فترة زيادة عدد المقاتلين السوريين في القاعدة، والعمل على وصل النفوذ الأميركي من التنف إلى الحسكة ودير الزور.ويرى الباحث العسكري في الشؤون الإيرانية النقيب ضياء قدور، بأن أميركا وجهت رسالة قوية إلى إيران عبر زيارة رئيس هيئة الأركان إلى قاعدة التنف، مفادها بأن القاعدة ذات أهمية استثنائية بالنسبة للجيش الأميركي.
وأضاف قدور في حديثه لموقع تلفزيون سوريا: زيارة الجنرال ميلي، نفت بشكل قاطع الدعاية الإيرانية التي روجت طيلة الأشهر الماضية لقرب انسحاب القوات الأميركية، وما ظهر من خلال الزيارة هو العكس تماماً، إذ أعطت مؤشرات على نية أميركا تعزيز قدراتها العسكرية بالمنطقة.
وباتت الطائرات الإسرائيلية تستخدم أجواء قاعدة التنف بكثافة منذ مطلع 2022، لتنفذ ضربات جوية ضد الميليشيات الإيرانية على الأراضي السورية، في ظل تراجع التنسيق الإسرائيلي – الروسي، وعدم موافقة موسكو على فتح الأجواء السورية أمام إسرائيل نتيجة توتر العلاقات بين الجانبين بعد حرب أوكرانيا.
عدم اعتراف أميركي بشرعية النظام السوريأظهرت زيارة رئيس هيئة الأركان الأميركية إلى شمال شرقي سوريا بشكل عملي عدم الاعتراف بشرعية النظام السوري، كونها تمت دون تنسيق معه أو إخطار مسبق له
.الخطوة الأميركية أتت بالتوازي مع محاولات دول إقليمية لاستثمار كارثة الزلزال والدفع باتجاه استعادة النظام لشرعيته الدولية، وهي بمثابة إعلان فعلي عن موقف واشنطن الرافض الاعتراف بالنظام كسلطة في سوريا
.والتقط النظام الرسالة بشكل جيد، الأمر الذي دفعه لإصدار بيان عبر وزارة خارجيته، اعتبر فيه الزيارة “غير شرعية”، مديناً ما وصفه “الانتهاك الصارخ” لسيادة وحرمة أراضي سوريا.
أيضاً؛ إن إيفاد الولايات المتحدة الأميركية رتبة رفيعة من هذا المستوى إلى سوريا، يمكن قراءتها في سياق الرد على مطالبات الدول الضامنة لأستانا بانسحاب القوات الأميركية من سوريا واعتبار وجودها غير شرعي، حيث ازدادت تلك المطالبات منذ القمة الرئاسية الثلاثية في آب/ أغسطس عام 2022.
ومن الواضح أن واشنطن تحرص على إظهار وجودها القوي في منطقة الشرق الأوسط منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، كجزء من إعادة الثقة مع حلفائها في المنطقة، في ظل التسابق مع روسيا على النفوذ الدولي، إذ أن الجنرال ميلي زار المغرب بعد مغادرته الأراضي السورية، وبحث مع وزير الدفاع المغربي الشراكة في منطقة شمالي إفريقيا.