إسطنبول – متابعات //syria tv
كشف أحمد داود أوغلو، رئيس وزراء تركيا السابق ورئيس حزب “المستقبل” المعارض، عن تفاصيل للمرة الأولى حول سياسة تركيا في الملف السوري بداية الثورة، وكيف عارض ضباط الانقلاب التابعون لمنظمة “غولن” دعم المعارضة السورية.وقال داوود أوغلو في لقاء مع قناة “أخبار تركيا” إنه قدّم حينما كان وزيراً للخارجية، توصية للحكومة التركية بالتدخل العسكري في سوريا، إلا أن قيادة الجيش التركي رفضت ذلك، والتي تبين بعد الانقلاب أنها كانت تحت سيطرة تنظيم غولن.وأضاف “لو لم يكن تنظيم غولن يسيطر على قيادة الجيش التركي، لكان الواقع في سوريا اليوم مختلفاً تماماً عما هو عليه الآن.. انا كوزير للخارجية حينها حاولت ضمن استطاعتي لكن قراراً مثل التدخل في سوريا هو قرار على مستوى الدولة”.وأشار داوود أوغلو إلى أنه لو تمكّنت تركيا حينها من دعم وتدريب الجيش الحر “لما خسرنا حلب والرقة.. ولتمكّنا من طرد تنظيم الدولة من المناطق الشمالية في سوريا”.
ولفت إلى أن ما قامت به تركيا من تدخل سريع في ليبيا في الفترة الأخيرة، لم يكن ممكناً ليكون في سوريا قبل سنوات، وأضاف “لم يكن بمقدورنا التدخل والمخاطرة كما فعلت روسيا”.ومن أبرز ما تحدث به داوود أوغلو، هو أن التزام الولايات المتحدة الصمت بعد مجزرة الكيماوي، كانت “نقطة تحول فارقة في الاستراتيجيات التركية في سوريا”. مشيراً إلى وجود سياسة أميركية تركية مشتركة إزاء الملف السوري في السابق.وأوضح داوود أوغلو بأنه لو لم يمنع قادة الجيش التركي دعم وتدريب المعارضة لكانت تركيا تدير الآن مناطق شمالي سوريا من دير الزور وحتى اللاذقية.وتحدث داوود أوغلو أنه مع بداية الربيع العربي، عملت الحكومة التركية على خلق جدار أمني لحماية تركيا على حدودها الجنوبية، بعلم رئيس أركان الجيش والاستخبارات، وقال “رسمنا خطاً على حدودنا الجنوبية، يبدأ من السليمانية شمالي العراق، مروراً بجنوب حلب وشمال حمص ويصل حتى اللاذقية وطرطوس”.وبرّر داوود أوغلو فشل تركيا حينما كان في منصبه، بدعم المعارضة السورية والجيش الحر، واستذكر حادثة توقيف شاحنات للاستخبارات التركية كانت تنقل أسلحة إلى المعارضة السورية، مؤكداً أن هذه العملية قام بها تنظيم غولن ونشروا دعاية ان تركيا تدعم تنظيم الدولة، وتابع “عندما يكون هذا القدر من عملاء غولن في الدولة التركية ورئاسة الأركان، ماذا كان يمكنني القيام به كرئيس للوزراء؟”.وأضاف “لو دعمنا الجيش الحر كما دعمت الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب الكردية، لاستطعنا السيطرة على حلب والرقة ودير الزور لما كنا وصلنا إلى هذه المرحلة، ولما كنا نتحدث عن هذا الموضوع حالياً”.وختم داوود أوغلو قائلاً “كنت وزيراً للخارجية، أستخدم الدبلوماسية فقط، ولست مسؤولاً عن ذلك، لم أكن أدير رئاسة أركان الجيش.. كان هناك مشكلة داخل الجيش، كان بين يدينا جيش هو نفسه الذي قام بمحاولة انقلاب ضدنا وقصف أنقرة وإسطنبول، يجب استخدام القوة الدبلوماسية والعسكرية بانسجام، ولكن لم أكن أنا من يستطيع استخدام القوة العسكرية”.