أحمد العربي /ملتقى العروبين
قوات الحماية الكردية YPG.
أعلن جمال بايك نائب أوجلان في قيادة الكردستاني في تموز عام ٢٠١٢م عن تأسيس وحدات حماية الشعب الكردية YPG. باعتبارها الجناح العسكري لفرع حزب العمال الكردستاني في سورية. التي أصبح اسمها بعد إدخال بعض العرب في بنيتها.
قوات سورية الديمقراطية “قسد”. وهكذا بدأت قوات قسد في بسط سلطتها على الأرض بدء من عام ٢٠١٣م. واقترن ذلك مع القمع والتعدي على السكان في القرى العربية. وحصل ما بين ٢٠١٣ و٢٠١٤م الكثير من المجازر والاعتقالات وهدم قرى عربية وتجريفها. كل ذلك تحت دعوى ملاحقة الاتجار بالمخدرات والحشيش. مما دفع بعض شباب العشائر العربية أن تهاجم بعض حواجز PYD.
كما التحق بعض شباب العشائر العربية بقوات سورية الديمقراطية. بعد أن سدت في وجوههم كل امكانية المواجهة مع وحدات حماية الشعب الكردية وداعميهم. وانسداد سبل العيش أمامهم
التهجير والترهيب في ممارسة القوات الكردية.
تابع الكاتب بالتفصيل أعمال القتل والتهجير وتدمير البيوت وتجريف القرى الذي حصل للقرى والبلدات العربية في مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية، ذراع الكردستاني في سورية.
حصلت مجزرة عامودا في حزيران ٢٠١٣م، حيث فضت قوات الحماية الشعبية مظاهرة ضد النظام وسقط فيها ستة ضحايا غير الجرحى.
وحصلت مجزرة بلدة تل براك عام ٢٠١٤م راح ضحيتها ٤٠ مدنيا مع تجريف المساكن. و مجزرة بلدة الاغبش ضحيتها ٧ أشخاص وتجريف المساكن.
كذلك المجازر في حي غويران في الحسكة سقط فيه ١٢ ضحية. في ٢٠١٤م. كل ذلك أدى الى خوف الأهالي العرب والنزوح الى خارج مناطقهم، حيث وصل عددهم إلى ٦٠ ألف نازح عام ٢٠١٤م. وهجّر المسلحون من حي غويران الى جبل عبد العزيز.
كما حصلت مجازر في ريف القامشلي في قرى تل خليل والحاجية والمتينية راح ضحيتها ٣٥ نسمة عام ٢٠١٤م
.سياسات التهجير والأرض المحروقة
تم التحدث عن هذه المجازر بالتفصيل كما أضاف الكاتب شهادات لناجين منها. حيث كان المقصود السكان العرب بشكل أساسي. حيث أدت المجازر لهجرة العرب من قراهم. وقدوم القوات الكردية الى القرى الخاوية وتدمير بيوتها وتجريفها.
وردم آبارها وتلغيم مناطقها الزراعية لكي تمنع اي احتمال لعودة أهلها الى قراهم. ذكر الكاتب الكثير من القرى التي حصل بها ذلك. مثل خربة الرحيبة ورأس العين. كما طال ذلك بعض الأكراد المعارضين لقوات الحماية الشعبية والسريان والتركمان والشيشان. كذلك حرق قرية الحسينية وتم تدمير ٩٠ بالمئة من ابنيتها. وتجريف قرى مناطق جنوب وادي الرد.
و ترحيل اهل الهول ٢٠١٥م بتهمة انهم من انصار داعش. كما حصل تهجير الناس من ريف الرقة. من تل أبيض وعين عيسى وسلوك. بتهمة مساعدة داعش ايضا. كان ذلك عام ٢٠١٥م ووصل عدد النازحين الى ٢٣ ألف نازح.
الإدانات الدولية والمحلية لانتهاكات قوات الحماية الشعبية الكردية YPG
قدمت الكثير من المنظمات الدولية تقارير تفصيلية عن ما تفعله قوات الحماية الشعبية الكردية. مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش ومنظمة نداء الانسانية.
كما تابعت صحف دولية مثل تايم البريطانية وفوكس الالمانية. وكذلك حصل تنديد من امريكا.
كذلك قدمت تقاريرها منظمات حقوق الانسان السورية والعربية ووصلت التقارير الى ٩٠ تقريرا يوثق ما حصل على يد قوات الحماية الشعبية. وذكر بها ايضا اضطهادهم للأكراد المختلفين معهم. كما ادين دعم أمريكا لـ PYD.
كما أدان الائتلاف الوطني السوري وهيئة المفاوضات كل أفعال قوات الحماية الشعبية وقسد ودورها التخريبي في سورية.
مشروع الادارة الذاتية.
١- تشكيل مجلس شعب غربي كردستان ٢٠١١عمل حزب الاتحاد الديمقراطي PYD امتداد حزب العمال الكردستاني PKK في سورية. على أن يتصرف في مواجهة تحرك المجلس الوطني الكردي المدعوم من مسعود بارزاني في كردستان العراق.
وأن يستبق كل الاطراف في تحويل ما يطرحه من مؤسسات وأعمال على الأرض مباشرة كأمر واقع.
لذلك عمل PYD على تأسيس مجلس شعب غربي كردستان، يعني في المناطق الكردية السورية. حيث حصل المؤتمر التأسيسي في كانون الأول عام ٢٠١١م، كان يضم ٣٥٥ عضوا.
عبر في بيانه الختامي عن رؤية حزب العمال الكردستاني لما يجب أن يفعلوه في سورية. حيث استندوا على ما كتبه أوجلان في سجنه. أكدوا على بناء الأمة الديمقراطية، والإدارة الذاتية الديمقراطية، كما حيوا المعتقلين واهمهم القائد عبد الله اوجلان. و صادقوا على ميثاق حركة المجتمع الديمقراطي لغرب كردستان. وعلى ميثاق مجلس شعب غربي كردستان، وانتخبوا مجلسا دائما مؤلفا من ٦٣ عضو، مع رئيس المجلس وأعضاء الرئاسة، واللجنة التنفيذية.
وأعضاء محكمة الشعب العليا. واللجنة العليا للانتخابات. وقرروا:
١- نشر اللغة الكردية وأن يكون التعليم المدرسي بالكردية ايضا.
٢- بناء الدفاع الذاتي لحماية الشعب الكردي.
٣- مواجهة سياسة الصهر القومي والمشاريع العنصرية.
في اشارة للتعريب.كذلك أضافوا توجهات جديدة في موضوع المرأة، مستندين الى تشريعات أوجلان. مبتعدين عن التشريعات الاسلامية، مثل أن شهادة المرأة تساوي شهادة الرجل. إلغاء المهر. وان يصبح الزواج مدنيا. وان يوزع الإرث بالتساوي بين المرأة والرجل.
الإعلان المتدرج عن الادارة الذاتية.
شكل حزب الاتحاد الديمقراطي PYD الادارة الذاتية الانتقالية في آب ٢٠١٣م، واعلنها في تشرين الثاني من نفس العام. وتسلم قيادته صالح مسلم. وسمي حكم ذاتي مؤقت حتى تحل مشكلة الحرب الاهلية السورية.حصلت ردود أفعال كثيرة على الاعلان. من الإئتلاف الوطني السوري حيث اعتبر الاعلان ضد الثورة السورية وأنه إعلان انفصال. كما رفضته القيادة البرزانية الكردية في العراق حيث اعتبرته انقلابا على اتفاق هولير ١ و ٢ الذي رعته هي. وكان قد قسم السلطة على المناطق الكردية مناصفة بين المجلس الوطني الكردي. وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي PYD ممثل حزب العمال الكردستاني الـ PKK.
وبناء مجلس شعب كردستان من PYD فقط. كما رفضت تركيا هذا الاعلان.ثم تم الاعلان عن الادارة الذاتية من قبل PYD في كانون ثاني ٢٠١٤م. بعد انعقاد مؤتمر جنيف ٢ واستبعادهم من الدعوة له. واعلن عن تشكيل كانتون “مقاطعة” الجزيرة وتلاه كانتون كوباني ثم كانتون عفرين. في ذات الشهر. وأعلنت رئاسته المشتركة بين الشيخ حميدي الدهام العربي وهدية اليوسف الكردية.
تشكيل مجلس سورية الديمقراطي “مسد”.
حصل مؤتمر ديريك ردا على مؤتمر الرياض لهيئة التفاوض التي ضمت المعارضة السورية بما فيها هيئة التنسيق لكنها استبعدت PYD أيضا، وذلك في كانون أول ٢٠١٥م. جمدت PYD عضويتها في هيئة التنسيق بعد ذلك.
حضر المؤتمر هيثم مناع رئيس تيار قمح الذي كان انسحب من مؤتمر الرياض والتحق بمؤتمر المالكية. احتجاجا على استبعاد PYD ولوجود ممثلين عن ارهابيين بين المعارضة كما ادعى.
كما انسحب آخرين من هيئة التنسيق مثل منذر خدام. وكان من نتائج المؤتمر انتخاب هيثم مناع رئيسا لمجلس سورية الديمقراطي مسد، حيث تم إقرار الحقوق القومية للشعب الكردي.
وبقية الشعوب في سورية وكانت معه في الرئاسة المشتركة الهام احمد.
الإعلان عن مشروع فدرالية روجآفا
أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي PYD . في آذار ٢٠١٦م عن قيام الفدرالية الديمقراطية روجآفا شمال سورية.
وأصدر بيانا بعشر نقاط. اهمها: ان سورية المستقبل لكل السوريين. وإعلان قيام نظام ديمقراطي في روجآفا شمال سورية. وانتخاب رئاسة المجلس ومجلس سياسي مؤلف من ٣١ عضو.
وان هناك احتمال لضم ومكونات أخرى مستقبلا.
الرافضين ل روجآفا
.رفضت المعارضة السورية مشروع روجآفا واعتبرته مشروع انفصالي، كذل النظام السوري. حيث تحدث الأسد عن خذلان حزب العمال الكردستاني له ونظامه. رغم دعمه له وقال إن ذلك موثقا عنده. لكن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي PYD كان قد أخذ مسارا مختلفا، وبدأ رحلة التقارب مع أمريكا، التي بدأت تستخدمه في حربها ضد داعش.
ومع ذلك جاء رفض روجآفا في شبه اجماع دولي على رأسهم امريكا وروسيا وتركيا
.روجآفا في التطبيق.
تم انسحاب هيثم مناع من رئاسة الإدارة الذاتية لمبررات في آلية العمل التنظيمي. كما أدانت هيئة التنسيق الخطوة. وفصلت حزب الاتحاد الديمقراطي PYD من عضويتها.
أما على مستوى ممارسة سلطة روجآفا على الأرض. فقد تحدث الكاتب عن سياسة تدمير المؤسسة التعليمية الممنهج. حيث كانت الامية قبل الثورة حوالي ٣١,٥ بالمئة.
وبعد سيطرة قوات سورية الديمقراطية قسد التابعة للأكراد أصبحت الحالة التعليمية في حالة مزرية. حيث حولوا الكثير من المدارس الى مراكز امنية وعسكرية وخدمية لهم.
كما أصبحت المناهج تعبر عن أفكار حزب العمال الكردستاني وتمجد العنف الثوري. وتشويه الإسلام وتهميشه. وتدرس منهاج حزب العمال الكردستاني بدل منهاج القومية البعثي. كذلك التعليم باللغة الكردية مع غياب المدرسين الأكفاء. واستبعاد المدرسين الأساسيين السابقين. كما أصبحت مادة اللغة العربية ركيكة جدا.
كما وقع الأطفال ضحية بين تدريس منهج الدولة السورية حيث سيطرة النظام في المربعات الامنية وبعض المناطق. إضافة لمنهاج روجآفا.
كما تمت ادلجة هذه المدارس والتدريس بها بالكردية وفرض رؤية أوجلان وحزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني. كما حصل رفض لمنهاج روجآفا من قبل كثير من الأكراد. كما أصبح يدرس الطلاب العرب المناهج الكردية بالعربية. والطلاب الأكراد يدرسون المنهاج الكردي بالكردية.
الدور الوظيفي للعمال الكردستاني في سورية.
استخدم النظام السوري حزب العمال الكردستاني في ضرب الحراك الثوري في مناطق التواجد الكردي. لانهم يعبرون عن مجموعة مرتزقة، لا ينتمون لقضية حقيقية، وأن ما يجمعهم هو المكسب المادي، وأنهم يبيعون امكانياتهم الحربية والقتالية لأي مشتري. طبعا بغض النظر عن الادعاءات العقائدية التي يطرحها القادة في الحزب. وأنه يكفي أن تمنع الموارد عن المرتزقة حتى ينتهي دورهم، هذا ما فعله حافظ الأسد سابقا.
وما فعله ابنه بعده. كل ذلك مع ما يصاحب المرتزقة من افعال عنف وقتل وتدمير، دون اي رادع او ضمير. لذلك نلاحظ أن حزب العمال الكردستاني هو تجميع من شباب كردي تركي وسوري مأزوم وفقير وبلا افق مستقبلي. والتحق به مرتزقة من كل دول العالم. ومن ثم بعد الثورة السورية التحق به بعض الشباب العرب من خلفية تحالفية لرؤساء العشائر، ولكونه يقدم الرواتب العالية ويؤمن لهم فرص حياة أفضل، في وقت أصبحت الفاقة والفقر والتشرد سيد الحياة عند أغلب السوريين.
ينهي الكاتب كتابه في خلاصة تجمل بشكل مكثف كل النقاط الجوهرية التي طالت الأكراد في سورية عبر تاريخهم الطويل وصولا الى القرن الأخير، بكل شمولية وموضوعية