• الإثنين , 23 ديسمبر 2024

لغز اختطاف المطرانين إبراهيم واليازجي …حبكة استخباراتية بامتياز..روايات وأقاويل…والحقيقة وحدها الغائبة…

سوريتنا

كتب غياث كنعو

تعددت الروايات وتضاربت الأقاويل حول تفاصيل عملية خطف سيادة المطرانين الجليلين مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم متروبوليت حلب للسريان الأرثوذكس وتوابعها، وبولس يازجي مطران حلب والاسكندرون وتوابعها للروم الأرثوذكس، في 22 نيسان 2013 بالقرب من مدينة حلب شمال سورية، في عملية طالها التضليل الاستخباراتي المتعمد، عبر بث الإشاعات بين الحين والآخر، وسيقت الاتهامات حينها ولا تزال جزافاً وبشكل اعتباطي وعاطفي لجهات مختلفة على مبدأ المثل الشعبي المعروف ” كل واحـد يشد الحبل لطرفه” من أجل إثبات مصداقيته في توجيه التهمة، وإقناع المتلقي بصحة ما يسوقه وينشره، في خضم تخبط شمل أغلبية الجهات المتابعة والمعنية والمهتمة بعملية الاختطاف لما يحتله المطرانان من مكانة دينية واجتماعية مرموقة، من دون أن نستثني وسائل الإعلام اللاهثة وراء السبق الصحفي، مرددة تلك الروايات والأقاويل من دون الوقوف على أسباب العملية ودوافعها والجهة المستفيدة منها، لتبقى الحقيقة هي الغائب الوحيد منذ ذلك التاريخ وحتى إعداد هذه المادة حول المطرانين، فالسر لديهما والحقيقة لدى الجهة الخاطفة.

حيث يقتضي التحليل العلمي الدقيق لأي عملية كانت أو جريمة جنائية موصوفة، وقبل توجيه التهم وفقا للمنطق اعتماد ثلاثة عناصر أساسية لتحديد على الأقل الجهة المستفيدة من تلك العمليةأو الجريمة المرتكبة وأسباب وقوعها ودوافها, والعناصر الثلاثة هي :أولاً: الموضوعية في التحليل من دون الانحياز لأي طرف من الأطراف, وبتجرد كي تكون البوصلة في الاتجاه الصحيح.

ثانياً: الأسباب والدوافع, سياسية كانت أم اقتصادية أم اجتماعية .ثالثاً: المعلومات المتوفرة وتحليلها بدقة وإجراء التقاطع فيما بينهما للوصول إلى نتائج قد تقود إلى تحديد نسبة مسؤولية هذه الجهة أو تلك، وكما يقال في القانون المتهم بريء حتى تثبت إدانته.وفي العودة إلى البدء، نورد من بين تلك الروايات ما أثارته موخراً صحيفة ” الجمهورية ” اللبنانية في عددها الصادر يوم الأربعاء تاريخ 7 / آب 2013, على خلفية الخبر الذي نشره موقع ” الحقيقة ” لصاحبه نزار نيوف، ابن قرية بسديانه التابعة لمنطقة جبلة في محافظة اللاذقية، الذي غادر سورية متوجهاً إلى فرنسا منذ أكثر من عشر سنوات، لينتهي به المطاف كما يقال في بريطانيا، حيث نشر الخبر بتاريخ 2 آب 2013، تحت عنوان ” نائب بريطاني يؤكد أن مطراني حلب لا يزالان على قيد الحياة وهما معتقلان داخل الأراضي التركية، لتبادر الصحيفة إلى متابعة ما تضمنه خبر الموقع وكتبت تحت عنوان ” تفاصيل جديدة عن خطف المطرانين في سورية” الأمر الذي دفع بنا إلى إعادة إجراء تعديل على مادتنا التي كنا قد دفعنا بها إلى النشر، بهدف التوسع أكثر وطرح جملة من التساؤلات مجدداً, حيث كتبت الصحيفة المذكورة تقول: ” في أول معلومة جدية عن ….” والسؤال الأول مفاده علام أستندت الصحيفة لتصف معلومة عضو الكونغرس الأميركي عن الحزب الديمقراطي و ولاية بنسلفانيا،شارلي دينت بالجدية..؟ سيما وأن المتابعين للعملية وردتهم هذه المعلومة مراراً ومن جهات مختلفة..! من دون الإشارة إلى مصدر معلوماتهم.

ثانياً: من أين استقى هذا السيناتور معلوماته..؟ التي يجب أن يسأل عن مصدرها من قبل الجهات المختصة.ثالثاً: فؤاد إيليا لم يختف حتى يظهر في هذا الوقت كما تقول الصحيفة, وأنها هي من كشفت هويته..!.

رابعاً: كان يفترض تضمين بيان نفي بطريركية السريان الأرثوذكس, مطالبة الأجهزة المختصة والأمنية في سورية التابعة لنظام يزعم تمثيله للشعب السوري بالتحرك السريع عبر القنوات الرسمية الدولية، لاستدعاء هذا السيناتور ومعرفة مصدر معلوماته, وكذلك إعادة فؤاد إيليا ومساءلته عن دوره في العملية، سيما وأنه غادر بعلم ومعرفة السلطات السورية..وبالعودة إلى موقع ” الحقيقة ”

أولاً: ننقل حرفياً ما أورده الموقع, إذ يبلغنا أن النائب البريطاني في حديث مع “الحقيقة” مساء اليوم ( أي في 2 آب تاريخ نشر الخبر )، قال: بعد أن طلب عدم الإشارة لاسمه لحساسية القضية، إنه تلقى اليوم الجمعة معلومات مؤكدة من صديقه (ويقصد السناتور الأميركي) وإلى هنا نكتفي بالنقل من الموقع, لكن السؤال هو هل حساسية القضية تمنع ذكر اسم النائب البريطاني، وهو بصفة ناقل، في حين تسمح حساسية القضية بإيراد صاحب المعلومة الحقيقي…

فإن لم تكن فبركة إعلامية متعمدة فبالتأكيد تخبط غير مسؤول .ثانياً: يتابع الموقع معزوفته ” كمين محكم ……..إلخ” حسم الموقع القضية موجهاً التهمة إلى الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، والسؤال هنا, لماذا اضطر الخاطفون إلى التنكر..؟ ليعززوا فكرة أن المعارضة المسلحة هي من أقدمت على الخطف, سيما وأن بعض الروايات السابقة كانت تتحدث عن الشيشان الذين جاؤوا لدعم المعارضة المسلحة، وهذا ما يتناقض مع رواية فؤاد إيليا للصحيفة الذي أبلغ أنهم تحدثوا بلغة عربية مكسرة،.ثالثاً: ما رأي الموقع بنفي السيناتور الأميركي في حديثه للصحيفة, لكامل المعلومات التي أوردها الموقع، باستثناء معلومة حالة المطرانين ومكان تواجدهما..!؟رابعاً: الحقيقة الوحيدة التي أوردها موقع ” الحقيقة ” هي حسب قول النائب البريطاني, أن المستهدف بالفعل هو المطران السرياني يوحنا إبراهيم ( نيافة المطران يوحنا إبراهيم )، وليس المطران اليازجي، وهي الفكرة التي أكدنا عليها منذ لحظة عملية الاختطاف.يضاف إلى ما سبق، أن المعلومات التي ترددت في سورية من قبل بعض الجهات الحكومية حول سرقة ملف المطرانين من مقر حكومي، ووصوله إلى يد أحد رجال الدين المسيحي المنتمي لإحدى الطوائف المسيحية، الذي أعطاه بدوره-أي الملف- لجهات، لم تحددها الجهات الحكومية في سورية… ناهيك عن أن التهم الموجهة من قبل هذه الجهات الحكومية شملت فقط شخصيات مسيحية وردت أسماؤها في خبر موقع “الحقيقة”، بالإضافة إلى شخصية مسيحية من خارج الحدود، لم يرد ذكرها في خبر موقع” الحقيقة “…عاقل يسمع ومجنون يجب أن يصدق…!.لقد كان موقع ” سوريا بلدي ” ومن باب السبق الصحفي وبمثابة الرواية الأولى للعملية أي في اليوم الثاني الذي تلا يوم الاختطاف أي في 23 / نيسان، قد أشار إلى أن المطرانين كانا بمهمة إنسانية للإفراج عن كاهنين مخطتفين قبل أكثر من شهرين من عملية خطفهما وهما من طائفتي السريان الكاثوليك والأرمن الكاثوليك، ونقل الموقع حينها حديث للمطران متى الخوري السكرتير البطريركي لبطريرك السريان الأرثوذكس قداسة مار إغناطيوس زكا الأول عيواص الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، (رحمه الله)، الذي أدلى به لصحيفة ” الجمهورية “، قائلاً : ” إن اتفاق الإفراج عن الكاهنين قضى أن يأتي المطران اليازجي من تركيا, على أن ينطلق المطران يوحنا من حلب ويلتقيا في المنطقة المتفق أن تجري فيها عملية تحرير الكاهنين”.

مضيفاً أن المعلومات الأولية تظهر أن المجموعة الخاطفة شيشانية، ولما رأت أن اثنين من ركاب السيارة علمانيان، رمت بهما وهما السائق المرحوم فتوح, وشخص رابع كان برفقة المطران يوحنا إبراهيم، وليس برفقة المطران اليازجي كما ذكر موقع ” سوريا بلدي “, وفّرت بالمطرانين إلى جهة مجهولة، وأوضح المطران الخوري أن الشخص الرابع أكد أن ملامح الخاطفين تؤكد أنهم غرباء والشيشان يتميزون بلهجتهم ولونهم ( لحى_ بياض الوجه_ عيون زرقاء..إضافة إلى اللغة )، مشدداً على ” أننا نسلم أن الخاطفين غير قتلة السائق، وأنهم من الشيشان حسب قول الشخص الرابع”.

ونفى الخوري أن يكون للمطرانين عداوة مع أي جهة معينة، ” لذلك أيدنا احتمال أن لا تكون الجهة الخاطفة قريبة من النظام أو من المعارضة وأن تكون غير سورية, مضيفاً قد يكونوا متطرفين أفغان أو شيشان، جبهة النصرة، ليبين، مصريين أتوا من الخارج”.

البحثسوريتنارئيس مجلس النواب الروسي: تزويد أوكرانيا بأسلحة هجوميّة سيؤدّي إلى كارثة عالميّة الرئيسية/مقال/لغز اختطاف المطرانين إبراهيم واليازجي …حبكة استخباراتية بامتياز..روايات وأقاويل…والحقيقة وحدها الغائبة…..!لغز اختطاف المطرانين إبراهيم واليازجي …حبكة استخباراتية بامتياز..روايات وأقاويل…والحقيقة وحدها الغائبة…..!22/01/2023 مقال اضف تعليق 210 زيارةكتب غياث كنعوتعددت الروايات وتضاربت الأقاويل حول تفاصيل عملية خطف سيادة المطرانين الجليلين مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم متروبوليت حلب للسريان الأرثوذكس وتوابعها، وبولس يازجي مطران حلب والاسكندرون وتوابعها للروم الأرثوذكس، في 22 نيسان 2013 بالقرب من مدينة حلب شمال سورية، في عملية طالها التضليل الاستخباراتي المتعمد، عبر بث الإشاعات بين الحين والآخر، وسيقت الاتهامات حينها ولا تزال جزافاً وبشكل اعتباطي وعاطفي لجهات مختلفة على مبدأ المثل الشعبي المعروف ” كل واحـد يشد الحبل لطرفه” من أجل إثبات مصداقيته في توجيه التهمة، وإقناع المتلقي بصحة ما يسوقه وينشره، في خضم تخبط شمل أغلبية الجهات المتابعة والمعنية والمهتمة بعملية الاختطاف لما يحتله المطرانان من مكانة دينية واجتماعية مرموقة، من دون أن نستثني وسائل الإعلام اللاهثة وراء السبق الصحفي، مرددة تلك الروايات والأقاويل من دون الوقوف على أسباب العملية ودوافعها والجهة المستفيدة منها، لتبقى الحقيقة هي الغائب الوحيد منذ ذلك التاريخ وحتى إعداد هذه المادة حول المطرانين، فالسر لديهما والحقيقة لدى الجهة الخاطفة.حيث يقتضي التحليل العلمي الدقيق لأي عملية كانت أو جريمة جنائية موصوفة، وقبل توجيه التهم وفقا للمنطق اعتماد ثلاثة عناصر أساسية لتحديد على الأقل الجهة المستفيدة من تلك العمليةأو الجريمة المرتكبة وأسباب وقوعها ودوافها, والعناصر الثلاثة هي :أولاً: الموضوعية في التحليل من دون الانحياز لأي طرف من الأطراف, وبتجرد كي تكون البوصلة في الاتجاه الصحيح.ثانياً: الأسباب والدوافع, سياسية كانت أم اقتصادية أم اجتماعية .ثالثاً: المعلومات المتوفرة وتحليلها بدقة وإجراء التقاطع فيما بينهما للوصول إلى نتائج قد تقود إلى تحديد نسبة مسؤولية هذه الجهة أو تلك، وكما يقال في القانون المتهم بريء حتى تثبت إدانته.وفي العودة إلى البدء، نورد من بين تلك الروايات ما أثارته موخراً صحيفة ” الجمهورية ” اللبنانية في عددها الصادر يوم الأربعاء تاريخ 7 / آب 2013, على خلفية الخبر الذي نشره موقع ” الحقيقة ” لصاحبه نزار نيوف، ابن قرية بسديانه التابعة لمنطقة جبلة في محافظة اللاذقية، الذي غادر سورية متوجهاً إلى فرنسا منذ أكثر من عشر سنوات، لينتهي به المطاف كما يقال في بريطانيا، حيث نشر الخبر بتاريخ 2 آب 2013، تحت عنوان ” نائب بريطاني يؤكد أن مطراني حلب لا يزالان على قيد الحياة وهما معتقلان داخل الأراضي التركية، لتبادر الصحيفة إلى متابعة ما تضمنه خبر الموقع وكتبت تحت عنوان ” تفاصيل جديدة عن خطف المطرانين في سورية” الأمر الذي دفع بنا إلى إعادة إجراء تعديل على مادتنا التي كنا قد دفعنا بها إلى النشر، بهدف التوسع أكثر وطرح جملة من التساؤلات مجدداً, حيث كتبت الصحيفة المذكورة تقول: ” في أول معلومة جدية عن ….” والسؤال الأول مفاده علام أستندت الصحيفة لتصف معلومة عضو الكونغرس الأميركي عن الحزب الديمقراطي و ولاية بنسلفانيا،شارلي دينت بالجدية..؟ سيما وأن المتابعين للعملية وردتهم هذه المعلومة مراراً ومن جهات مختلفة..! من دون الإشارة إلى مصدر معلوماتهم.ثانياً: من أين استقى هذا السيناتور معلوماته..؟ التي يجب أن يسأل عن مصدرها من قبل الجهات المختصة.ثالثاً: فؤاد إيليا لم يختف حتى يظهر في هذا الوقت كما تقول الصحيفة, وأنها هي من كشفت هويته..!.رابعاً: كان يفترض تضمين بيان نفي بطريركية السريان الأرثوذكس, مطالبة الأجهزة المختصة والأمنية في سورية التابعة لنظام يزعم تمثيله للشعب السوري بالتحرك السريع عبر القنوات الرسمية الدولية، لاستدعاء هذا السيناتور ومعرفة مصدر معلوماته, وكذلك إعادة فؤاد إيليا ومساءلته عن دوره في العملية، سيما وأنه غادر بعلم ومعرفة السلطات السورية..وبالعودة إلى موقع ” الحقيقة ” أولاً: ننقل حرفياً ما أورده الموقع, إذ يبلغنا أن النائب البريطاني في حديث مع “الحقيقة” مساء اليوم ( أي في 2 آب تاريخ نشر الخبر )، قال: بعد أن طلب عدم الإشارة لاسمه لحساسية القضية، إنه تلقى اليوم الجمعة معلومات مؤكدة من صديقه (ويقصد السناتور الأميركي) وإلى هنا نكتفي بالنقل من الموقع, لكن السؤال هو هل حساسية القضية تمنع ذكر اسم النائب البريطاني، وهو بصفة ناقل، في حين تسمح حساسية القضية بإيراد صاحب المعلومة الحقيقي…!؟ فإن لم تكن فبركة إعلامية متعمدة فبالتأكيد تخبط غير مسؤول .ثانياً: يتابع الموقع معزوفته ” كمين محكم ……..إلخ” حسم الموقع القضية موجهاً التهمة إلى الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، والسؤال هنا, لماذا اضطر الخاطفون إلى التنكر..؟ ليعززوا فكرة أن المعارضة المسلحة هي من أقدمت على الخطف, سيما وأن بعض الروايات السابقة كانت تتحدث عن الشيشان الذين جاؤوا لدعم المعارضة المسلحة، وهذا ما يتناقض مع رواية فؤاد إيليا للصحيفة الذي أبلغ أنهم تحدثوا بلغة عربية مكسرة،.ثالثاً: ما رأي الموقع بنفي السيناتور الأميركي في حديثه للصحيفة, لكامل المعلومات التي أوردها الموقع، باستثناء معلومة حالة المطرانين ومكان تواجدهما..!؟رابعاً: الحقيقة الوحيدة التي أوردها موقع ” الحقيقة ” هي حسب قول النائب البريطاني, أن المستهدف بالفعل هو المطران السرياني يوحنا إبراهيم ( نيافة المطران يوحنا إبراهيم )، وليس المطران اليازجي، وهي الفكرة التي أكدنا عليها منذ لحظة عملية الاختطاف.يضاف إلى ما سبق، أن المعلومات التي ترددت في سورية من قبل بعض الجهات الحكومية حول سرقة ملف المطرانين من مقر حكومي، ووصوله إلى يد أحد رجال الدين المسيحي المنتمي لإحدى الطوائف المسيحية، الذي أعطاه بدوره-أي الملف- لجهات، لم تحددها الجهات الحكومية في سورية… ناهيك عن أن التهم الموجهة من قبل هذه الجهات الحكومية شملت فقط شخصيات مسيحية وردت أسماؤها في خبر موقع “الحقيقة”، بالإضافة إلى شخصية مسيحية من خارج الحدود، لم يرد ذكرها في خبر موقع” الحقيقة “…عاقل يسمع ومجنون يجب أن يصدق…!.لقد كان موقع ” سوريا بلدي ” ومن باب السبق الصحفي وبمثابة الرواية الأولى للعملية أي في اليوم الثاني الذي تلا يوم الاختطاف أي في 23 / نيسان، قد أشار إلى أن المطرانين كانا بمهمة إنسانية للإفراج عن كاهنين مخطتفين قبل أكثر من شهرين من عملية خطفهما وهما من طائفتي السريان الكاثوليك والأرمن الكاثوليك، ونقل الموقع حينها حديث للمطران متى الخوري السكرتير البطريركي لبطريرك السريان الأرثوذكس قداسة مار إغناطيوس زكا الأول عيواص الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، (رحمه الله)، الذي أدلى به لصحيفة ” الجمهورية “، قائلاً : ” إن اتفاق الإفراج عن الكاهنين قضى أن يأتي المطران اليازجي من تركيا, على أن ينطلق المطران يوحنا من حلب ويلتقيا في المنطقة المتفق أن تجري فيها عملية تحرير الكاهنين”. مضيفاً أن المعلومات الأولية تظهر أن المجموعة الخاطفة شيشانية، ولما رأت أن اثنين من ركاب السيارة علمانيان، رمت بهما وهما السائق المرحوم فتوح, وشخص رابع كان برفقة المطران يوحنا إبراهيم، وليس برفقة المطران اليازجي كما ذكر موقع ” سوريا بلدي “, وفّرت بالمطرانين إلى جهة مجهولة، وأوضح المطران الخوري أن الشخص الرابع أكد أن ملامح الخاطفين تؤكد أنهم غرباء والشيشان يتميزون بلهجتهم ولونهم ( لحى_ بياض الوجه_ عيون زرقاء..إضافة إلى اللغة )، مشدداً على ” أننا نسلم أن الخاطفين غير قتلة السائق، وأنهم من الشيشان حسب قول الشخص الرابع”.ونفى الخوري أن يكون للمطرانين عداوة مع أي جهة معينة، ” لذلك أيدنا احتمال أن لا تكون الجهة الخاطفة قريبة من النظام أو من المعارضة وأن تكون غير سورية, مضيفاً قد يكونوا متطرفين أفغان أو شيشان، جبهة النصرة، ليبين، مصريين أتوا من الخارج”.قبل أن ننتقل إلى رواية أخرى نتوقف لطرح تساؤلات تفرض نفسها على ما جاء في الأولى، وأقصد على لسان السكرتير البطريركي وهي أسئلة مشروعة كي يأخذ العقل حيزه المطلوب، والسؤال المركزي والأهم كيف استطاع الشخص الرابع تحديد هوية الخاطفين..؟ فسمات اللون والعيون غير كافيين لحسم الانتماء العرقي، أما اللهجة أو اللغة، فهل يجيد هذا الشخص اللهجة أو اللغة الشيشانية أو الروسية، كي يتسنى له بهذه السرعة تحديد هوية الخاطفين..؟ ليعود ويقول في روايته الثانية إلى الصحيفة: “أنهم تحدثوا بلغة عربية مكسرة “، لماذا هذا الارتباك في حديث شخص يناهز الستين عاماً وله باع طويل في العمل السياسي..!؟ وإذا كان الخاطفون ذوي بشرة بيضاء الوجه وعيون زرقاء كيف يمكن أن يكونوا أفغان أو ليبين أو مصريين …؟! أليس هذا تناقض في جوهره، مع كل تقديرنا لما جاء في الحديث على عجالة، سيما وأن الكنيسة عاشت لحظة أسى وحزن وألم فور تلقيها نبأ اختطاف المطرانين.., سؤال أخير إذا كان الخاطفون ليسوا هم قتلة السائق، فمن هي الجهة التي قتلته..؟ وما هي مصلحتها..؟ وكيف نجا الشخص الرابع من عمليتي الخطف والقتل ..؟!. أعتقد أن هذه الأسئلة المشروعة تحتاج إلى تحليل وتدقيق وأجوبة لدى أهل الاختصاص .اما الرواية الثانية جاءت بقلم الأستاذ ميشيل كيلو(رحمه الله) في مادة له نشرت بعنوان ” اختطاف المطرانين والإمارات الأمنية ” كتب قائلاً: ” اختطف المطرانان اليازجي وحنا في مكان قريب من حلب، وبعد يوم ونيف تم إطلاق سراحهما فاعتقلتهما على بعد كيلو مترات قليلة من مكان الإمارة الأمنية الأولى قوات إمارة أمنية ثانية. منذ ذلك الوقت، صار مصيرهما مجهولا. هذه باختصار شديد قصة اختطاف المطرانين المؤلمة والمحرجة”، إلى هنا ينتهي سرد الأستاذ كيلو، والسؤال برسم الأستاذ كيلو، إذا كان لديه كل هذه التفاصيل عن العملية، لماذا لم يحدد هاتين الجهتين اللتين نفذتا عملية الاختطاف، أو على الأقل تزويد الكنيستين التابعين لهما بمعلومات عنهما..؟! ليعود الأستاذ كيلو ويقول في إحدى لقاءاته المتلفزة : ” إن جهة أقدمت على خطف المطرانين، وسلمتهم في اليوم الثاني لإحدى الجهات الأمنية التابعة للنظام السوري” بحسب قوله من دون أن يشير إلى مصدر معلوماته أو تقديم دلائل مادية, وهذا أيضاً خطأ يحتسب على الأستاذ كيلو.ننتقل إلى رواية ثالثة تم تداولها داخل أوساط الشارع المسيحي في الداخل والمهجر تقول: ” إن المطران إبراهيم وصل إلى باب الهوى، وعاد من هناك برفقة المطران اليازجي، وعند عودتهما أعترضت طريقهما مجموعة مجهولة، وأقدمت على قتل السائق، وألقت بالشخص الرابع من السيارة وفرت بالمطرانين.وبالعودة إلى موضوع الشيشان، وأسباب تواجدهم في شمال غرب حلب في قرية المشهد بالقرب من باب الهوى، أحيل القارىء إلى موقع ” كلنا شركاء ” الذي سبق وأن نشر مادة على مسؤوليته بتاريخ 15 /نيسان 2013 أي قبل اختطاف المطرانين بأسبوع بقلم عتاب محمود بعنوان ” هل روسيا متورطة بشكل فعلي في قتل السوريين؟؟؟؟” تتحدث فيها عن أصول هذه الشخصيات، وهل فعلاً هم من الشيشان، وهنا أقتطع مقطعا بصيغة سؤال حرفياً من دون زيادة أو نقصان، مع عدم إمكانية نشرها هنا، إذ لا تتسع صفحات المجلة لنشرها وهو” فهل الشيشان الموجودون في المنطقة وحدهم هم الذين يجيدون اللغة الروسية ألا يجيدها أيضا بعض الشباب في مدينة حلب وضواحيها بحكم الدراسة في روسيا..؟ أو من العاملين في القنصلية الروسية بحلب؟؟؟؟؟ و” معه ” في إشارة إلى أبو عمر الكويتي، الذي كان يقود مجموعة من المهاجرين”، وبحسبة بسيطة إذا كان الشيشان فعلاً متواجدين في هذه المنطقة، كيف تمكنوا من الوصول إلى مشارف مدينة حلب، إن لم نقل إلى المدينة لمسافة تصل إلى أكثر من ثلاثين كيلومترا، وهم الغرباء ويجهلون جغرافية المنطقة..؟ سيما وأن هناك معلومة شبه مؤكدة تقول إن الاختطاف تم بعد اجتياز سيارة المطرانين لأخر حاجز للمعارضة المسلحة.ليس بالضرورة أن يكون رأينا مطابقا مع ما ورد أعلاه سلبا أم ايجابا أم اعتراضا على ما ورد في حيثيات الروايات والأقاويل، مع عدم توجيه التهم لأي جهة كانت، ولسنا جهة ادعاء، ولكن هدفنا من وراء ذلك هو مشاركة القارئ الرأي والتحليل في البحث عن الحقيقة فقط وعن أسباب ودوافع الاختطاف، إضافة لما ورد في موقع “الحقيقة ” وصحيفة “الجمهورية”, ذهبت بعض التحليلات في اتجاه مفاده قد تكون عملية اختطاف المطران يوحنا إبراهيم جاءت بعد أيام من تصريحه لإحدى القنوات التلفزيونية، عن أن الوجود المسيحي في سورية غير مرتبط ببقاء النظام أو ذهابه، وهذا ما اعتبره النظام وفقاً لأصحاب هذا
البحثسوريتناالصين تُقر بوفاة 13 ألف شخص خلال أيام فقط بسبب كورونا! الرئيسية/مقال/لغز اختطاف المطرانين إبراهيم واليازجي …حبكة استخباراتية بامتياز..روايات وأقاويل…والحقيقة وحدها الغائبة…..!لغز اختطاف المطرانين إبراهيم واليازجي …حبكة استخباراتية بامتياز..روايات وأقاويل…والحقيقة وحدها الغائبة…..!22/01/2023 مقال اضف تعليق 210 زيارةكتب غياث كنعوتعددت الروايات وتضاربت الأقاويل حول تفاصيل عملية خطف سيادة المطرانين الجليلين مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم متروبوليت حلب للسريان الأرثوذكس وتوابعها، وبولس يازجي مطران حلب والاسكندرون وتوابعها للروم الأرثوذكس، في 22 نيسان 2013 بالقرب من مدينة حلب شمال سورية، في عملية طالها التضليل الاستخباراتي المتعمد، عبر بث الإشاعات بين الحين والآخر، وسيقت الاتهامات حينها ولا تزال جزافاً وبشكل اعتباطي وعاطفي لجهات مختلفة على مبدأ المثل الشعبي المعروف ” كل واحـد يشد الحبل لطرفه” من أجل إثبات مصداقيته في توجيه التهمة، وإقناع المتلقي بصحة ما يسوقه وينشره، في خضم تخبط شمل أغلبية الجهات المتابعة والمعنية والمهتمة بعملية الاختطاف لما يحتله المطرانان من مكانة دينية واجتماعية مرموقة، من دون أن نستثني وسائل الإعلام اللاهثة وراء السبق الصحفي، مرددة تلك الروايات والأقاويل من دون الوقوف على أسباب العملية ودوافعها والجهة المستفيدة منها، لتبقى الحقيقة هي الغائب الوحيد منذ ذلك التاريخ وحتى إعداد هذه المادة حول المطرانين، فالسر لديهما والحقيقة لدى الجهة الخاطفة.حيث يقتضي التحليل العلمي الدقيق لأي عملية كانت أو جريمة جنائية موصوفة، وقبل توجيه التهم وفقا للمنطق اعتماد ثلاثة عناصر أساسية لتحديد على الأقل الجهة المستفيدة من تلك العمليةأو الجريمة المرتكبة وأسباب وقوعها ودوافها, والعناصر الثلاثة هي :أولاً: الموضوعية في التحليل من دون الانحياز لأي طرف من الأطراف, وبتجرد كي تكون البوصلة في الاتجاه الصحيح.ثانياً: الأسباب والدوافع, سياسية كانت أم اقتصادية أم اجتماعية .ثالثاً: المعلومات المتوفرة وتحليلها بدقة وإجراء التقاطع فيما بينهما للوصول إلى نتائج قد تقود إلى تحديد نسبة مسؤولية هذه الجهة أو تلك، وكما يقال في القانون المتهم بريء حتى تثبت إدانته.وفي العودة إلى البدء، نورد من بين تلك الروايات ما أثارته موخراً صحيفة ” الجمهورية ” اللبنانية في عددها الصادر يوم الأربعاء تاريخ 7 / آب 2013, على خلفية الخبر الذي نشره موقع ” الحقيقة ” لصاحبه نزار نيوف، ابن قرية بسديانه التابعة لمنطقة جبلة في محافظة اللاذقية، الذي غادر سورية متوجهاً إلى فرنسا منذ أكثر من عشر سنوات، لينتهي به المطاف كما يقال في بريطانيا، حيث نشر الخبر بتاريخ 2 آب 2013، تحت عنوان ” نائب بريطاني يؤكد أن مطراني حلب لا يزالان على قيد الحياة وهما معتقلان داخل الأراضي التركية، لتبادر الصحيفة إلى متابعة ما تضمنه خبر الموقع وكتبت تحت عنوان ” تفاصيل جديدة عن خطف المطرانين في سورية” الأمر الذي دفع بنا إلى إعادة إجراء تعديل على مادتنا التي كنا قد دفعنا بها إلى النشر، بهدف التوسع أكثر وطرح جملة من التساؤلات مجدداً, حيث كتبت الصحيفة المذكورة تقول: ” في أول معلومة جدية عن ….” والسؤال الأول مفاده علام أستندت الصحيفة لتصف معلومة عضو الكونغرس الأميركي عن الحزب الديمقراطي و ولاية بنسلفانيا،شارلي دينت بالجدية..؟ سيما وأن المتابعين للعملية وردتهم هذه المعلومة مراراً ومن جهات مختلفة..! من دون الإشارة إلى مصدر معلوماتهم.ثانياً: من أين استقى هذا السيناتور معلوماته..؟ التي يجب أن يسأل عن مصدرها من قبل الجهات المختصة.ثالثاً: فؤاد إيليا لم يختف حتى يظهر في هذا الوقت كما تقول الصحيفة, وأنها هي من كشفت هويته..!.رابعاً: كان يفترض تضمين بيان نفي بطريركية السريان الأرثوذكس, مطالبة الأجهزة المختصة والأمنية في سورية التابعة لنظام يزعم تمثيله للشعب السوري بالتحرك السريع عبر القنوات الرسمية الدولية، لاستدعاء هذا السيناتور ومعرفة مصدر معلوماته, وكذلك إعادة فؤاد إيليا ومساءلته عن دوره في العملية، سيما وأنه غادر بعلم ومعرفة السلطات السورية..وبالعودة إلى موقع ” الحقيقة ” أولاً: ننقل حرفياً ما أورده الموقع, إذ يبلغنا أن النائب البريطاني في حديث مع “الحقيقة” مساء اليوم ( أي في 2 آب تاريخ نشر الخبر )، قال: بعد أن طلب عدم الإشارة لاسمه لحساسية القضية، إنه تلقى اليوم الجمعة معلومات مؤكدة من صديقه (ويقصد السناتور الأميركي) وإلى هنا نكتفي بالنقل من الموقع, لكن السؤال هو هل حساسية القضية تمنع ذكر اسم النائب البريطاني، وهو بصفة ناقل، في حين تسمح حساسية القضية بإيراد صاحب المعلومة الحقيقي…!؟ فإن لم تكن فبركة إعلامية متعمدة فبالتأكيد تخبط غير مسؤول .ثانياً: يتابع الموقع معزوفته ” كمين محكم ……..إلخ” حسم الموقع القضية موجهاً التهمة إلى الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، والسؤال هنا, لماذا اضطر الخاطفون إلى التنكر..؟ ليعززوا فكرة أن المعارضة المسلحة هي من أقدمت على الخطف, سيما وأن بعض الروايات السابقة كانت تتحدث عن الشيشان الذين جاؤوا لدعم المعارضة المسلحة، وهذا ما يتناقض مع رواية فؤاد إيليا للصحيفة الذي أبلغ أنهم تحدثوا بلغة عربية مكسرة،.ثالثاً: ما رأي الموقع بنفي السيناتور الأميركي في حديثه للصحيفة, لكامل المعلومات التي أوردها الموقع، باستثناء معلومة حالة المطرانين ومكان تواجدهما..!؟رابعاً: الحقيقة الوحيدة التي أوردها موقع ” الحقيقة ” هي حسب قول النائب البريطاني, أن المستهدف بالفعل هو المطران السرياني يوحنا إبراهيم ( نيافة المطران يوحنا إبراهيم )، وليس المطران اليازجي، وهي الفكرة التي أكدنا عليها منذ لحظة عملية الاختطاف.يضاف إلى ما سبق، أن المعلومات التي ترددت في سورية من قبل بعض الجهات الحكومية حول سرقة ملف المطرانين من مقر حكومي، ووصوله إلى يد أحد رجال الدين المسيحي المنتمي لإحدى الطوائف المسيحية، الذي أعطاه بدوره-أي الملف- لجهات، لم تحددها الجهات الحكومية في سورية… ناهيك عن أن التهم الموجهة من قبل هذه الجهات الحكومية شملت فقط شخصيات مسيحية وردت أسماؤها في خبر موقع “الحقيقة”، بالإضافة إلى شخصية مسيحية من خارج الحدود، لم يرد ذكرها في خبر موقع” الحقيقة “…عاقل يسمع ومجنون يجب أن يصدق…!.لقد كان موقع ” سوريا بلدي ” ومن باب السبق الصحفي وبمثابة الرواية الأولى للعملية أي في اليوم الثاني الذي تلا يوم الاختطاف أي في 23 / نيسان، قد أشار إلى أن المطرانين كانا بمهمة إنسانية للإفراج عن كاهنين مخطتفين قبل أكثر من شهرين من عملية خطفهما وهما من طائفتي السريان الكاثوليك والأرمن الكاثوليك، ونقل الموقع حينها حديث للمطران متى الخوري السكرتير البطريركي لبطريرك السريان الأرثوذكس قداسة مار إغناطيوس زكا الأول عيواص الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، (رحمه الله)، الذي أدلى به لصحيفة ” الجمهورية “، قائلاً : ” إن اتفاق الإفراج عن الكاهنين قضى أن يأتي المطران اليازجي من تركيا, على أن ينطلق المطران يوحنا من حلب ويلتقيا في المنطقة المتفق أن تجري فيها عملية تحرير الكاهنين”. مضيفاً أن المعلومات الأولية تظهر أن المجموعة الخاطفة شيشانية، ولما رأت أن اثنين من ركاب السيارة علمانيان، رمت بهما وهما السائق المرحوم فتوح, وشخص رابع كان برفقة المطران يوحنا إبراهيم، وليس برفقة المطران اليازجي كما ذكر موقع ” سوريا بلدي “, وفّرت بالمطرانين إلى جهة مجهولة، وأوضح المطران الخوري أن الشخص الرابع أكد أن ملامح الخاطفين تؤكد أنهم غرباء والشيشان يتميزون بلهجتهم ولونهم ( لحى_ بياض الوجه_ عيون زرقاء..إضافة إلى اللغة )، مشدداً على ” أننا نسلم أن الخاطفين غير قتلة السائق، وأنهم من الشيشان حسب قول الشخص الرابع”.ونفى الخوري أن يكون للمطرانين عداوة مع أي جهة معينة، ” لذلك أيدنا احتمال أن لا تكون الجهة الخاطفة قريبة من النظام أو من المعارضة وأن تكون غير سورية, مضيفاً قد يكونوا متطرفين أفغان أو شيشان، جبهة النصرة، ليبين، مصريين أتوا من الخارج”.قبل أن ننتقل إلى رواية أخرى نتوقف لطرح تساؤلات تفرض نفسها على ما جاء في الأولى، وأقصد على لسان السكرتير البطريركي وهي أسئلة مشروعة كي يأخذ العقل حيزه المطلوب، والسؤال المركزي والأهم كيف استطاع الشخص الرابع تحديد هوية الخاطفين..؟ فسمات اللون والعيون غير كافيين لحسم الانتماء العرقي، أما اللهجة أو اللغة، فهل يجيد هذا الشخص اللهجة أو اللغة الشيشانية أو الروسية، كي يتسنى له بهذه السرعة تحديد هوية الخاطفين..؟ ليعود ويقول في روايته الثانية إلى الصحيفة: “أنهم تحدثوا بلغة عربية مكسرة “، لماذا هذا الارتباك في حديث شخص يناهز الستين عاماً وله باع طويل في العمل السياسي..!؟ وإذا كان الخاطفون ذوي بشرة بيضاء الوجه وعيون زرقاء كيف يمكن أن يكونوا أفغان أو ليبين أو مصريين …؟! أليس هذا تناقض في جوهره، مع كل تقديرنا لما جاء في الحديث على عجالة، سيما وأن الكنيسة عاشت لحظة أسى وحزن وألم فور تلقيها نبأ اختطاف المطرانين.., سؤال أخير إذا كان الخاطفون ليسوا هم قتلة السائق، فمن هي الجهة التي قتلته..؟ وما هي مصلحتها..؟ وكيف نجا الشخص الرابع من عمليتي الخطف والقتل ..؟!. أعتقد أن هذه الأسئلة المشروعة تحتاج إلى تحليل وتدقيق وأجوبة لدى أهل الاختصاص .اما الرواية الثانية جاءت بقلم الأستاذ ميشيل كيلو(رحمه الله) في مادة له نشرت بعنوان ” اختطاف المطرانين والإمارات الأمنية ” كتب قائلاً: ” اختطف المطرانان اليازجي وحنا في مكان قريب من حلب، وبعد يوم ونيف تم إطلاق سراحهما فاعتقلتهما على بعد كيلو مترات قليلة من مكان الإمارة الأمنية الأولى قوات إمارة أمنية ثانية. منذ ذلك الوقت، صار مصيرهما مجهولا. هذه باختصار شديد قصة اختطاف المطرانين المؤلمة والمحرجة”، إلى هنا ينتهي سرد الأستاذ كيلو، والسؤال برسم الأستاذ كيلو، إذا كان لديه كل هذه التفاصيل عن العملية، لماذا لم يحدد هاتين الجهتين اللتين نفذتا عملية الاختطاف، أو على الأقل تزويد الكنيستين التابعين لهما بمعلومات عنهما..؟! ليعود الأستاذ كيلو ويقول في إحدى لقاءاته المتلفزة : ” إن جهة أقدمت على خطف المطرانين، وسلمتهم في اليوم الثاني لإحدى الجهات الأمنية التابعة للنظام السوري” بحسب قوله من دون أن يشير إلى مصدر معلوماته أو تقديم دلائل مادية, وهذا أيضاً خطأ يحتسب على الأستاذ كيلو.ننتقل إلى رواية ثالثة تم تداولها داخل أوساط الشارع المسيحي في الداخل والمهجر تقول: ” إن المطران إبراهيم وصل إلى باب الهوى، وعاد من هناك برفقة المطران اليازجي، وعند عودتهما أعترضت طريقهما مجموعة مجهولة، وأقدمت على قتل السائق، وألقت بالشخص الرابع من السيارة وفرت بالمطرانين.وبالعودة إلى موضوع الشيشان، وأسباب تواجدهم في شمال غرب حلب في قرية المشهد بالقرب من باب الهوى، أحيل القارىء إلى موقع ” كلنا شركاء ” الذي سبق وأن نشر مادة على مسؤوليته بتاريخ 15 /نيسان 2013 أي قبل اختطاف المطرانين بأسبوع بقلم عتاب محمود بعنوان ” هل روسيا متورطة بشكل فعلي في قتل السوريين؟؟؟؟” تتحدث فيها عن أصول هذه الشخصيات، وهل فعلاً هم من الشيشان، وهنا أقتطع مقطعا بصيغة سؤال حرفياً من دون زيادة أو نقصان، مع عدم إمكانية نشرها هنا، إذ لا تتسع صفحات المجلة لنشرها وهو” فهل الشيشان الموجودون في المنطقة وحدهم هم الذين يجيدون اللغة الروسية ألا يجيدها أيضا بعض الشباب في مدينة حلب وضواحيها بحكم الدراسة في روسيا..؟ أو من العاملين في القنصلية الروسية بحلب؟؟؟؟؟ و” معه ” في إشارة إلى أبو عمر الكويتي، الذي كان يقود مجموعة من المهاجرين”، وبحسبة بسيطة إذا كان الشيشان فعلاً متواجدين في هذه المنطقة، كيف تمكنوا من الوصول إلى مشارف مدينة حلب، إن لم نقل إلى المدينة لمسافة تصل إلى أكثر من ثلاثين كيلومترا، وهم الغرباء ويجهلون جغرافية المنطقة..؟ سيما وأن هناك معلومة شبه مؤكدة تقول إن الاختطاف تم بعد اجتياز سيارة المطرانين لأخر حاجز للمعارضة المسلحة.ليس بالضرورة أن يكون رأينا مطابقا مع ما ورد أعلاه سلبا أم ايجابا أم اعتراضا على ما ورد في حيثيات الروايات والأقاويل، مع عدم توجيه التهم لأي جهة كانت، ولسنا جهة ادعاء، ولكن هدفنا من وراء ذلك هو مشاركة القارئ الرأي والتحليل في البحث عن الحقيقة فقط وعن أسباب ودوافع الاختطاف، إضافة لما ورد في موقع “الحقيقة ” وصحيفة “الجمهورية”, ذهبت بعض التحليلات في اتجاه مفاده قد تكون عملية اختطاف المطران يوحنا إبراهيم جاءت بعد أيام من تصريحه لإحدى القنوات التلفزيونية، عن أن الوجود المسيحي في سورية غير مرتبط ببقاء النظام أو ذهابه، وهذا ما اعتبره النظام وفقاً لأصحاب هذا الاتجاه تفنيداً لمزاعمه، وهو من قدم نفسه للغرب على أساس أنه حامي ل”لأقليات” ومنهم المسيحيون, ويعزوزن رأيهم هذا بالقول: ” إن النظام لم يقدم على اختطاف المطران يوحنا إبراهيم وهو في طريقه إلى باب الهوى، مع معرفة النظام المسبقة بعودته برفقة المطران اليازجي من باب الهوى، وما مسألة اختطافه وهو برفقة المطران اليازجي, إلا بهدف إبعاد التهمة عنه-أي النظام-بحسب أصحاب هذا التحليل.إلى جانب ذلك هناك تحليل آخر يقول: ” لو بالفعل الجماعات التكفيرية السلفية هي من أقدمت على خطف المطرانين، لماذا لم يتم خطف المطران إبراهيم سابقاً, علماً أنه لم ينقطع عن زيارة لبنان، و في سيارته الخاصة، عندما كان مطار حلب الدولي مغلقا، إذ سبق وأن اعترضته جماعة من ” جبهة النصرة ” على طريق حلب-حمص، وهو في طريقه إلى لبنان وبعد الأخذ والرد والتأكد من شخصيته، سمح له بمواصلة طريقه باتجاه لبنان, وأمنت له هذه الجماعة – وفقا لما نقل حينها عن مصادر مقربة من المطران يوحنا إبراهيم شخصياً- الطريق حتى لا تعترضه جماعة اخرى من ” الجبهة ” نفسها.ملخص القول إذا كانت المعارضة المسلحة أو مجموعات تكفيرية سلفية قد أقدمت على هذه العمل المشين والجبان والمدان والمستنكر بكل المعايير الأخلاقية، في خضم الفوضى السائدة، فهذا قمة الغباء السياسي، سيما وأن للمطرانين علاقة طيبة مع الثوار بشقيهما السياسي والعسكري بحسب بعض المقربين، وإن لم تكن إحدى المجموعات التابعة لها، لماذا تأتي المعلومات وعلى لسان قادة المعارضة ملخصها” أن المطرانين في مكان آمن، وهم بخير وصحة جيدة” من أين استقوا معلوماتهم..؟ ووقفوا عاجزين في الوقت ذاته عن الإفراج عنهما، وما مصلحة تلك الكتائب أو أي مجموعة سلفية في خطف المطرانين علما أن التشكيلات المتطرفة اعتادت أن تطالب بفدية مالية أو الإفراج عن معتقلين لها مقابل الرهائن الذين تختطفهم أو تأسرهم أضف إلى ذلك أن هذه الجهات تدرك مسبقا ما يثيره ذلك من غضب وسط الشارع المسيحي ونقمته على الجيش الحر أو المجموعات السلفية، ولماذا الصمت المطبق المحاط بمصيرهما رغم مرور أكثر من خمسة أشهر على عملية الخطف، من دون إعلان أية جهة مسؤوليتها عن العملية.السؤال الأكثر إلحاحاً وحيرةً واستغرباً لدى الكثير من أبناء الطائفة في الداخل والخارج هو عدم صدور أي تصريح أو موقف أو بيان من أعز وأقرب أصدقاء نيافة المطران يوحنا إبراهيم, مفتي الجمهورية سماحة الشيخ بدر الدين حسون..!؟ويبقى القول قبل الختام, إن هذا التضليل وتوزيع التهم يرجحان نظرية قد تكون مستهجنة من قبل بعضهم، ألا وهي ان عملية الخطف وراءها جهات لديها إمكانيات كبيرة، تفوق قدرة تلك الجماعات التكفيرية، حتى وإن كانت هذه الجماعات هي الأداة المنفذة، أو حتى المعارضة المسلحة.

ويبقى السؤال الأبرز في كل ما سبق وهو، أين هم اليوم داخل الأراضي السورية، أم في تركيا كما يشاع..؟ أم أنهما نقلا إلى روسيا من قبل الجهة الخاطفة…؟ سيما أنه ظهر على رقم المطران يوحنا في الواتساب في خانة الحالة ما يشير للمتصل معه:” أن آخر ظهور لصاحب الجهاز في 9 / 6 / 2013 أي بعد عملية الخطف بشهر ونصف، مكتوب باللغة الروسية”не статус” ترجمتها” من دون حالة “، ولدى سؤال أهل الخبرة أكدوا جازمين أن شريحة المطران وصلت إلى روسية وتعمل على منظومة شبكة النت الروسية، وإلا لما ظهرت الحالة باللغة الروسية، والسؤال برسم الجميع، أين هما ..؟ والجواب عليه بات ملحاً, احتراماً لمشاعر الكثيرين المنتظرين عودتهما بالسلامة.رغم كل ما تقدم تبقى الحقيقة وحدها التي لم نستطع الاقتراب منها، كونها في حوزة الجهة الخاطفة، وفك طلاسم اللغز فيها لدى سيادة المطرانين الجليلين، ساعدهما الرب وأعادهما إلى كنيستهما سالمين معافين، ليكملا رسالتهما الإنسانية.. وقادم الأيام كفيل بكشف المستور والمخبأ ليدحض روايات ويؤكد أخرى، ويفند تحليلات ويثبت صحة بعضها… وإننا لمنتظرون…!؟ملاحظة: كتبت هذه المادة في شهر أيلول عام 2013، ولم ترى طريقها للنشر، بعد أن كنت قد نشرت مادتي الأولى أنذاك عن مزاعم نظام الأسد، حول حماية المسيحيين في مجلة “الحقيقة” التي تصدر عن المكتب الإعلامي في حزب القوات اللبنانية، للأسف بحثت عنها طويلا في الأرشيف لدي فلم أجدها…كما أود الإشارة إلى أنني بصدد صياغة مادة جديدة عن ما توفر لدي من معلومات، بحكم متابعتي المستمرة والمتواصلة منذ عام 2014 وحتى اليوم..

مقالات ذات صلة

USA