عربي21- يمان نعمة
الأربعاء، 02 سبتمبر 2020 04:35 م بتوقيت غرينتش
استبعد مراقبون للشأن السوري، أن تقدم الولايات المتحدة التي تقود “التحالف الدولي” على دعم تشكيل عسكري قوامه أبناء العشائر العربية في ريف دير الزور الشرقي، بعيدا عن قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، التي تهيمن على قرارها “الوحدات الكردية”.
يأتي ذلك، تعليقا على مطالب العشائر العربية في ريف دير الزور، من التحالف الدولي بدعم “جيش العشائر” ليقوم بحماية المنطقة، وإدارتها، دون التنسيق مع “قسد”، التي تواجه رفضا شعبيا متزايدا.
وتشهد مناطق “قسد” فلتانا أمنيا، وعمليات اغتيال متكررة، وآخرها حادثة اغتيال الشيخ مطشر الهفل، أحد وجهاء قبيلة “العكيدات”.وأرجع المراقبون الذين تحدثوا لـ”عربي21″ تقديرهم ذلك، إلى أسباب عدة، منها ما هو متعلق بالاستراتيجية الأمريكية، الهادفة إلى تمكين “قسد” كأداة لها في سوريا، ومنها ما هو متصل بالتشتت الحاصل في البنية العشائرية العربية.
داة طيعةعضو “هيئة التفاوض” عن المستقلين، والباحث في الشأن السوري، مهند الكاطع، استبعد أن تدعم الولايات المتحدة أي تشكيل عسكري في المحافظات الشرقية السورية، دون أن يكون منضويا تحت مظلة “قسد”.وفي حديثه لـ”عربي21″ قال: إن “الولايات المتحدة تريد مجموعة وظيفية، لا جذور لها، أي أداة يمكن تطويعها بما يخدم مصلحتها، كورقة لاستخدامها عند الحاجة، و”قسد” حاليا تحقق هذه الشروط”.
وقال كذلك، إن عدم تنظيم المكون العربي لنفسه، وتوحده في جسد بقرار مركزي واحد، لا يجعل الولايات المتحدة مجبرة على دعم هذا المكون، كما تدعم “قسد” عسكريا.وأضاف الكاطع، أن واشنطن ماضية في مشروع تسويق “قسد”، كمكون سوري لتمكينها من السيطرة على المناطق الشرقية السورية، تحقيقا لأهداف كثيرة.بؤرة توتروأوضح: “معلوم بأن “قسد” التي تتلقى الأوامر من حزب “العمال الكردستاني” المصنف إرهابيا، هي مليشيات وظيفية، وواشنطن تريد استخدام هذه المليشيا، للإبقاء على هذه المنطقة كبؤرة للتوتر، مع السوريين في المناطق الأخرى، ومع تركيا المجاورة”.وحسب الكاطع، فإن استمرار التوتر في سوريا يشكل خدمة للمصلحة الأمريكية، ولأطراف أخرى، منها الاحتلال الإسرائيلي.ومشاطرا الكاطع في الرأي، قلل نائب رئيس “رابطة الأكراد السوريين المستقلين”، الحقوقي رديف مصطفى، في حديثه لـ”عربي21″، من احتمالية أن تقوم الولايات المتحدة بدعم تشكيل عسكري في الشرق السوري، دون أن يكون التشكيل تحت قيادة “قسد”.
وقال: لم تتبلور قوة العشائر السورية منذ انطلاقة الثورة السورية، حيث لاحظنا غياب الدور القوي لها، باستثناء الحراك العشائري الأخير في دير الزور ضد “قسد”، والنظام السوري.وأضاف مصطفى: أنه “لا زالت الولايات المتحدة تعتبر “قسد” شريكا عسكريا، ولذلك قد تقوم بدعم تشكيل عسكري عربي لتحقيق شيء من التوازن، لكن شريطة أن يكون التنسيق مع “قسد”.تجنب الفوضى وحسب الحقوقي، فإن “قسد” قادرة اليوم على خلق الفوضى في حال لمست توجها أمريكيا لدعم تشكيل عربي خارج عن سلطتها في شمال شرق سوريا، وقال: “بالمعنى العسكري والأخلاقي، الولايات المتحدة هي من حولت “قسد” لقوة كبيرة في المنطقة، ونحن نعرف أساليب “قسد””. “وقال: إن”التفكير الأمريكي اليوم منصب نحو تمكين “قسد”، من خلال العمل على خلق تحالفات جديدة معها من الوسط المحلي”، معتبرا أنه من “المؤسف فعلا أن تفكر الولايات المتحدة بهذه الطريقة الجالبة للأذى للسوريين، لكن يبدو أن لتصفية الحسابات دور قوي”.واعتبر مصطفى، أنه “من المفهوم أن تعتمد الولايات المتحدة على “قسد” لقتال التنظيم، لكن ما هو غير مفهوم أن تواصل تهميش المكونات الأخرى في المنطقة، حتى مع انتهاء الوجود الفعلي لتنظيم الدولة”.الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد، أشار بدوره إلى محاولة “قسد” إضعاف المكونات العربية المتحالفة معها، وقال لـ”عربي21″: “تستبق “قسد” أي تجربة لنجاح تشكيلات عربية، وذلك منعا من ظهور هذه التشكيلات أمام أنظار التحالف”.وأشار في هذا السياق إلى قتال “قسد” لـ”لواء ثوار الرقة” رغم انضمامه لها، وذلك في أعقاب السيطرة على مدينة الرقة من تنظيم الدولة، موضحا بقوله: “لا تريد “قسد” أن تأخذ التشكيلات العربية دورا بالمطلق، لأن ذلك يهدد سلطتها الهشة، المبنية على التمييز القومي”.