أعلن 11 فصيلاً في الشمال السوري عن اندماجهم وتشكيل “الجبهة الوطنية للتحرير”، والتي قالت أنّ هذا التشكيل جاء بغية جمع كلمة الفصائل المؤمنة بأهداف الثورة، ولكن دون التحديد هل جاء هذا التشكيل كضرورة عسكرية أم فرضٍ لواقع سياسي جديد؟.
ويضمّ هذا التشكيل كلاً من “فيلق الشام، جيش إدلب الحر، الفرقة الساحلية الأولى، الجيش الثاني، الفرقة الساحلية الثانية، جيش النخبة، الفرقة الأولى مشاة، جيش النصر، شهداء الإسلام داريا، لواء الحرية، الفرقة ۲۳” بقيادة العقيد فضل الله الحجي القائد العسكري لفيلق الشام سابقاً، وأغلب هذه الفصائل لديها مندوبين داخل وفد مفاوضات أستانا السياسية والعسكرية.
ضرورة عسكرية وأمنيّة
وعن دواعي تشكيل “الجبهة الوطنية للتحرير” من كبرى فصائل الجيش الحر في الشمال السوري، يقول المتحدث الرسمي للجبهة الوطنية للتحرير، النقيب “ناجي مصطفى” لأورينت نت، “لقد جاء تشكيل هذا الكيان الجديد رغبةً من جميع قادة الجيش الحر بتوحيد الصفوف ونبذ التفرقة بينهم، ولضرورة عسكرية وأمنيّة تكون له القدرة على قيادة المرحلة القادمة”.
وأضاف “مصطفى”، “إن الوضع الحالي في الشمال المحرر والذي يشهد فلتاناً أمنياً وضعفاً عسكرياً، استوجب علينا الاسراع برمي كل معوقات التوحّد جانباً والبدء بهذا الكيان لمواجهة كل الاستحقاقات المفروضة علينا إن كانت عسكرياً أو أمنياً”.
وأكّد النقيب “مصطفى” على أن الجبهة الوطنية للتحرير ستعمل جاهدة على تشكيل مؤسسة عسكرية ناجحة تنظيمياً وقادرة على إعادة الأمن والاستقرار للمناطق المحررة والحفاظ عليها.
إسقاط النظام سياسياً
جاء تشكيل “الجبهة الوطنية للتحرير” بمرحلةٍ تطغى فيها التفاهمات السياسية البعيدة كل البعد عن التجاذبات والعمليات العسكرية المباشرة، مما أثار هذا التشكيل عدة تساؤلات عن جدوى الاندماج عسكرياً، وعن مدى التزامهم بالخط السياسي المُسيطر حالياً.
وبهذا الجانب قال المتحدث الرسمي للجبهة الوطنية للتحرير، النقيب “مصطفى” لأورينت نت، “التشكيل الجديد ملتزم بمبادئ الثورة السورية وبمقررات هيئة المفاوضات وما تؤول إليه سياسياً، ونحن ملتزمون بإسقاط النظام وهذا من ضمن مبادئ النظام الداخلي للتشكيل، رغم أننا لم نذكرها بالبيان التأسيسي مما أثار انتقاد البعض، ولكننا ملتزمين بإسقاط النظام بكافة أشكاله”.
فرض الواقع السياسي
وأما الشيخ “عمر حذيفة” الشرعي العام لفصيل فيلق الشام سابقاً والذي بات من أهم مكونات تشكيل “الجبهة الوطنية للتحرير”، صرّح لأورينت نت قائلاً، “إن هذا التشكيل ملتزم بمبادئ الثورة السورية بدايةً، بالإضافة للمبادئ الخمسة المقررة من المجلس الاسلامي السوري وميثاق الشرف الثوري، الداعية لإسقاط النظام بكافة مكوناته والحفاظ على وحدة سوريا”.
وأشار “حذيفة” خلال حديثه مع أورينت نت إلى أنّ، “الجبهة الوطنية للتحرير ملتزمة بالرؤية السياسية التي تصبّ بمصلحة الساحة السورية، بالرغم من أنّ أمور الساحة ليست بأيدي أبنائها بعد التكالب الدولي والتقاعس الأممي والجُبن العربي والاقتتال الداخلي لفصائل المعارضة”.
وأكّد “حذيفة”، أنّ “بسبب ضعفنا وتفرّقنا مؤخراً جعل البعض يُملي علينا حلوله المؤقتة، ولذلك ورفضاً منّا للاستسلام والخنوع، كان لابدّ من تشكيل كيانٍ له الرأي والفعل والمشاركة بالحل السوري والمحافظة على ما تبقى من الثورة”.
احتواء التفاهمات الدولية
أكثر ما يُعيق الحلول السياسية في سوريا، حسب بعض المراقبين، هو التشتت الفصائلي في الشمال السوري ووجود بعض الفصائل الغير محسوبة على الجيش الحر المدعوم من تركيا، الدولة المؤثرة بالتفاهمات الدولية الرامية لحل سياسي في سوريا.
ولهذا جاء قرار توحيد فصائل الجيش الحر في الشمال، حسب ما نوّه إليه العقيد المنشقّ “محمد الرجب” لأورينت نت بقوله، “معظم الفصائل التي توحّدت باسم فصيل الجبهة الوطنية للتحرير تستجلب دعمها العسكري والسياسي من تركيا، وبالتالي فإن القرار العسكري والسياسي لهذا الفصيل سيخضع بشكل مباشر أو غير مباشر للقرار التركي المؤثر على المفاوضات والتفاهمات الدولية الجارية في أستانا وباقي المحافل الدولية”.
وأوضح “الرجب”، أنّ قرار التوحيد كان حاجةً سياسية أكثر ما هو عسكرياً، وذلك لاحتواء قرارات التفاهمات الدولية، والتي كانت تجد من تشتت فصائل المعارضة حجّةً لميول كفّة قوات النظام من المحاصصة الدولية وتحقيقه مكاسب أكثر من قوات المعارضة، وكذلك من أجل إظهار قوة المفاوض التركي وقدرته على التأثير في واقع المعارضة السورية العسكرية والسياسية، لتحقيق بعض المكاسب في الاستحقاقات الدولية لصالح الدولة التركية والمعارضة السورية كوْنهم بضفة واحدة، حسب كلام “الرجب”.
المصدر: أورينت نيوز