فوجئ كثير من أهلي السوريين في تركيّا اليوم بإلغاء ملفّاتهم من قائمة التجنيس بالرغم من الانتظار الطويل لكثير منهم –تتجاوز ثلاث سنوات لبعضهم-كانوا يحلمون ويخططون لمستقبل أفضل، يبحثون عن وطنٍ يرمّم جراح الذاكرة التي حفرت عميقًا في وجدانهم. كلّهم –بكل تأكيد- كان يأمل أن يجد أمانًا لأولاده وأسرته، محض معلومات ثبوتية وأوراق رسميّة، ترسم لهم خطة الحياة وتبعد القلق عنهم وتقيهم عوائق الدهر والتشرّد والشات أطباء والمهندسين والصيادلة ومعلمين طلبة وأكاديميين ، تمّ رفض ملفّاتهم دون معرفة أسباب ذلك الرفض، كانوا يرون في تركيّا الأمل للحياة الكريمة، رفضوا الخروج منها ترقُّبًا لنيل جنسيتها، يقولون: هذا البلد أحقُّ بخبراتنا من أوروبا، ولعل إسهاماتنا تفعل شيئًا في خدمة هذه الدولة الصاعدة في طريق التطوّر. كثير منا يشعر بالقهر، ليست المصيبة في صواب القرار من عدمه ، عِظَم المصيبة في أنها سببت القهر والخوف والندم لسبعة آلاف عائلة دارت رحى الحياة بها وتوقّفت عند لحظة الشتات اليوم لا يُجدي التشكّي ولا ينفع الكلام –بالحد الأعلى- على صفحاتنا ووسائل التواصل، بل لا بدّ من إيصال الأمر للمسؤولين عن هذا الملف، وتبيين الخسارة الاستراتيجية إثر هذا القرار، ومنح المرفوضين فرصة التقدّم مرة أخرى والتدقيق في ملفاتهم على نحو يمنحهم أفضلية وسرعة في الوقت والقرار، إلا إن كان في الملف ما يضر بمصلحة تركيا الاستراتيجية.لنتساعد للإيصال هذه النفثة لأهلها، فمن “فرّج عن مؤمن كربة في الدنيا، فرّج الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة”.