• الإثنين , 25 نوفمبر 2024

محمود الحمزة :كلمات حول الاحداث الأخيرة في روسيا.

بعد عودة المعارض الروسي الليبرالي الكسي نافالني من برلين تم اعتقاله في مطار موسكو في 17 /1/2021 وتم حجزه لمدة شهر الى ان يقدم الى المحكمة التي قد تحكم عليه بالسجن 3 سنوات ونصف.

وسبب اعتقاله بالمطار فورا هو بناء على طلب إدارة السجون الروسية اتي قالت بان نافالني لم يؤكد وجوده في روسيا خلال الأشهر السباق.

وهذا كلام مضحك ومبكي لأن نافالني كان قد تعرض لحادثة تسميم خطيرة في 20/8/2020 أدخلته في حالة غيبوبة لعدة أسابيع ، وكان قد نقل على الفور الى ألمانيا للعلاج في برلين. ولكن القصة مختلفة.

فبعد عودة نافالني الى موسكو بأيام نشر فيديو يلخص فيه تحقيقات صندوق محاربة الفساد الذي يترأسه نافالني نفسه، ويسمى الفيديو “قصر بوتين” وقد شاهد الفيلم اكثر من 70 مليون انسان ويعتقد ان الرقم اكبر من ذلك، وهو اكبر عدد في تاريخ روسيا لمشاهدة فيلم ما. ومن المعروف ان المتابعين للانترنت واليوتوب هم من الشباب.

وهذه أولى أسباب خروج عشرات الالاف من الشباب في تظاهرات يوم 23 يناير/كانون الثاني ، حيث تقدر اعداد المتظاهرين بأكثر من 100 الف انسان منهم فقط في موسكو حوالي 40 الف (حسب تقديرات بعض المصادر غير الرسمية).

وتم اعتقال اكثر من 2500 شخص.ومن اللافت ان عشرات الشخصيات من المثقفين والفنانين والرياضيين ورجال الأعمال والإعلاميين عبروا عن تضامنهم مع نافالني بنشر فيديوهات او بوستات في وسائل التواصل الاجتماعي وطالبوا باطلاق سراح نافالني .كما أن التظاهرات الشعبية التي شملت اكثر من 90 مدينة في روسيا رفعت شعارات مثل “الحرية لنافالني” و “بوتين حرامي” و”ارحل” وهذه شعارات سياسية بامتياز، علما ان من أسبابها الاحتقان الاجتماعي والوضع المعيشي المتردي وزيادة نسبة الفقراء (20 مليون نسمة) ونسبة العاطلين عن العمل وافلاس الاف الشركات المتوسطة بسبب الكورونا والقوانين التي تقيد من حرية التعبير واستخدام الانترنت وليس آخرها زيادة الشعور بضرورة تداول السلطة والتغيير السياسي.

ويرى خبراء روس أن هذه الاحتجاجات الشعبية هي البداية وليست النهاية.ولكن برأي خبراء آخرين فإن أي عمل سلمي او حتى مسلح من قبل الشعب لن يغير النظام السياسي في روسيا فالتغيير ممكن فقط من داخله وهذا عائد للطبيعة الشمولية للنظام وتحصين نفسه بأجهزة حماية امنية وعسكرية كثيرة وفي مقدمتها الحرس الوطني الذي يتبع الرئيس مباشرة والمدجج بأحدث الأسلحة وتعداده يزيد عن 400 ألف عنصر، والذي يحق له استخدام السلاح دون اذن من القيادات العليا بحجة محاربة الإرهاب والحفاظ على الامن والاستقرار.علما ان أي ثورة شعبية ستقوم في روسيا ستحظى بتأييد غربي واسع بخلاف الثورة السورية التي لم تحظ بتأييد دولي حقيقي.

طريق الحرية صعب ومعبد بالدماء وشعبنا السوري دفع ثمن حريته وكرامته ولكنه لم يحقق بعد أهدافه بسبب وحشية النظام ودعمه من قبل حلفاء مخلصين له وتخاذل دولي معيب لكفاح السوريينلكن الشعب السوري انتصر على نظام الأسد وكسر حاجز الخوف واثبت ان هذا النظام غير قادر على الانتصار على الشعب، كما ان دعم القوى الخارجية لن يدوم.

محمود الحمزة

24/1/2021

مقالات ذات صلة

USA