سامي خليفة
وبفضل سنوات خبرته الطويلة في شراء الأسلحة، ظهرت تقارير عدة أعقبت انفجار مرفأ بيروت العام الماضي، تشير إلى دور محتمل لشعلان في تمويل شراء نترات الأمونيوم.
ويعود اليوم مركز “ألما للبحوث والتعليم” الإسرائيلي، لإماطة اللثام لأول مرة بالتفصيل، عن دور شعلان الجوهري ومسيرته الطويلة مع حزب الله.
رجل نقل السلاح
يذكر تقرير المركز الإسرائيلي أن شعلان (61 عاماً)، هو رجل أعمال لبناني، معظم أعماله تتمركز بشكلٍ أساسي في سوريا، وله علاقات وثيقة مع شخصيات بارزة في حزب الله.
وقد استطاع بفضل خبرته الطويلة في الحصول على أسلحة لكل من حزب الله ونظام الأسد، بلعب دور مركزي في برنامج اقتناء أسلحة حزب الله خلال الحرب الأهلية السورية، حين عمل بموجب توجيهات قدمها فيلق القدس الإيراني.
وكان الهدف من تأسيس هاتين الشركتين مواصلة التحايل على العقوبات الأميركية، والاستمرار بالنشاط التجاري للمحور الإيراني تحت غطاء الدروع التجارية. أما مؤسسو الشركتين فهم: أسعد معاد، محمد أيمن السادات، عماد الدين سلو، “مجموعة شركات الأبرص” وحسن عبد الرؤوف محفوظ (الأخيران هما شريكان في كلتا الشركتين، والباقون شركاء فقط في الشركة الأولى “تكنو كوبر”).
وتُعد “الأبرص للتجارة” شركة كبيرة ذات سمعة هائلة في صناعة الكابلات، ومقرها الرئيس في دمشق. وأبرز المسيطرين عليها (يمتلك كل منهما 20 في المئة من الأسهم) هما محمد علي بن زكريا الأبرص وعبد الله علي الأبرص، فيما يمتلك حسن عبد الرؤوف محفوظ حصة 25 في المئة في “كوبتيك”، و 12.5 في المئة من أسهم “تكنو كوبر”.
مصنع حسياء
ويضيف تقرير “ألما” أن شعلان عمل في أحد المصانع التي يمتلكها في مدينة حسياء الصناعية جنوب حمص (تُسمى “مصانع الشرق الأوسط”)، على إنتاج مكونات صواريخ دقيقة التوجيه.
وكان هناك مصنع ينتج مكونات دقيقة للصواريخ، مدمجة في مصنع مدني للنحاس والمعادن يملكه شعلان”.
صلة “ظرفية” بانفجار بيروت؟
وإلى جانب ما تقدم، ربط تقرير “ألما” أنشطة شعلان بالانفجار المدمر الذي حدث في الرابع من آب 2020 في مرفأ بيروت، إذ اعتبر المركز أنه في الأشهر التي سبقت الانفجار، بدأت الشركات الدولية المرتبطة بتوريد نترات الأمونيوم العمل مع نظام الأسد وحزب الله، وأرسلت نترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت، الذي انفجر لاحقا
وأضاف التقرير “من أجل وصول الشحنات في نهاية المطاف إلى النظام السوري، أرسلها الموردون إلى مرفأ بيروت موجهة إلى شركات وهمية لحزب الله دأبت على تغيير هويتها بانتظام. ثم ما لبث أن حرص حزب الله على إيصال الشحنات أو بالأحرى تهريبها مباشرة إلى سوريا”.
وإذ يؤكد التقرير أنه تم ربط شعلان كأحد المشتبه بهم الذين تم الكشف عنهم في الشبكة، بسبب سمعته كشخصية مهمة في شبكة مشتريات حزب الله وعلاقاته الوثيقة مع شخصيات بارزة في الحزب إياه، يستدرك بالشرح “ليس لدينا معلومات محددة عن تورط شعلان في قضية نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت.
وفي عام 2010، كان شعلان في مركز الوساطة في صفقة تجارية تضم حزب الله ومسؤولين سوريين وشركات في بيلاروسيا وروسيا وأوكرانيا، فيما يتعلق بشراء وبيع الأسلحة. كما حصل في عام 2010، وفق نص العقوبات، على أطنان من مادة “أنهيدريد Anhydride”، التي تُستخدم في إنتاج المتفجرات والمخدرات، لاستخدامها من قبل حزب الله. كما حددت وزارة الخزانة الأميركية حينذاك الشركات التي أنشأها شعلان، فكشفت عن اسم شركة “أورينت ستار Orient Star”، وثلاثة من الدروع التجارية التي تم إنشاؤها لتمكين أنشطته، وفرضت عليها عقوبات.وحسب تقرير “ألما”، يمتلك شعلان 99 في المئة من شركة “أورينت ستار Orient Star”، التي تأسست عام 2016 بعد عامٍ واحد من فرض عقوبات أميركية عليه.
وأشار التقرير إلى أن هذه الشركات الثلاث تخضع لعقوبات أميركية ويسيطر عليها محمد قاسم البزال (نشر برنامج “مكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخارجية الأميركية قبل بضعة أيام عن جائزة مالية تصل إلى 10 ملايين دولار، لقاء معلومات عنه)، وهو مواطن لبناني يخضع أيضاً للعقوبات الأميركية، ومتعاون مع حزب الله وإيران بتسهيل استيراد الوقود.