رووداو ديجيتالأكد رئيس الائتلاف السوري المعارض، نصر الحريري، أن ائتلافه لا يريد التنازل عن تطلعاته، مشيراً إلى وجود دول وجهات “تبذل جهوداً جبارة” من أجل تحويله إلى مشروع “طائفي تقسيمي”
.الحريري، وفي مقابلة خاصة مع شبكة رووداو الإعلامية، اتهم حزب العمال الكوردستاني PKK بأنه كان “يدرس مناهج نظام البعث في عفرين، مع تعديل طفيف، فبدل المجرم حافظ الأسد حلّ أوجلان، وبدل مشروع حزب البعث حلّ مشروع تنظيم PKK في الأمة الديمقراطية”، حسب قوله.
وأدناه نص المقابلة:
رووداو: كيف كان لقاؤكم مع الرئيس مسعود بارزاني؟
نصر الحريري: اللقاء كان إيجابياً وبنّاءً تم خلاله طرح قضايا مشتركة وتبادل وجهات النظر بخصوص تلك القضايا، ونحن نثمن المواقف المبدئية والثابتة للزعيم بارزاني تجاه الثورة السورية منذ انطلاقها والدور الكبير في دعم الشعب السوري ومطالبه في الخلاص من النظام المجرم، ودعم تطلعاته في الحرية والكرامة، وهناك تطابق كبير في وجهات النظر في قضايا متعددة، وهي تصلح أن تشكل أرضية جيدة للعمل المشترك.
رووداو: أوصاكم الرئيس البارزاني بشأن وقف الانتهاكات بحق الكورد في عفرين ورأس العين، كيف ستلبون طلبه؟
نصر الحريري: نحن نستشعر مسؤولياتنا تجاه أهلنا السوريين من كافة المكونات، وفي هذا الإطار نهتم بشكل مستمر انطلاقاً من هذه المسؤولية الوطنية والثورية بتقصي جميع المزاعم المثارة. تناولنا في لقائنا مع الرئيس بارزاني هذا الموضوع، وبطبيعة الحال لا يوجد استهداف للكورد في المناطق المحررة، لكن هناك بعض التجاوزات الفردية ولا تحمل هذه التجاوزات أي صفة تمييزية ضد أي مكون من مكونات الشعب السوري، وتحال بمجرد العلم بها إلى القضاء. مع التأكيد هنا على التهويل الإعلامي لما يحدث في عفرين والشمال السوري من قبل جهات تتبع تنظيم PKK وتمتلك أجندات غير وطنية..
رووداو: هل لديكم سلطة على الفصائل الموجودة في عفرين؟
نصر الحريري: نعمل منذ مدة على ضمان هيكلية شاملة للمؤسسة العسكرية، وهذا الأمر نجح إلى حد بعيد. المعوقات الكبيرة والتحديات الأمنية الهائلة التي تعاني منها المنطقة بسبب استهدافها من قبل ميليشيات النظام والتنظيمات الإرهابية وخلاياها النائمة تفرض سعة الانتشار العسكري في تلك المناطق، لكننا مستمرون في العمل على هذا الملف حتى تنظيم جميع القوى العسكرية تحت سلطة وزارة الدفاع بالحكومة المؤقتة.
رووداو: لماذا لا تلتزم هذه الفصائل بقراراتكم بخصوص وقف الانتهاكات بحق الكورد في عفرين؟
نصر الحريري: كما بينت لكم في جواب السؤال الثاني، الاتهامات المثارة تجري بصورة فردية ليست ممنهجة، وأي تجاوز بحق أي سوري مهما كان عرقه أو دينه، فنحن نتابع هذه القضية عبر الحكومة وعبر قيادة الأركان، وهناك بالفعل اتهامات ويتم التحقق منها.
هناك لجنة تقصي حقائق تتبع للائتلاف مباشرة وتقوم بالتعاون مع قادة فصائل الجيش الوطني بمتابعة كل الشكاوى والنظر في الاتهامات.
.رووداو: هناك تقارير محلية ودولية مستمرة ونداءات من أهالي عفرين بشأن الانتهاكات بحق الكورد في عفرين، ألا ترون بأنكم تفقدون المصداقية مع استمرار هذه الانتهاكات؟
نصر الحريري: الواقع أن هناك بروباغندا لا حدود لها تديرها الآلة الإعلامية لتنظيم PKK الإرهابي لتشويه الواقع في المناطق المحررة لاسيما التي طردوا منها في عمليات غصن الزيتون ودرع الفرات ونبع السلام، والواقع أيضاً أن أهلنا الكورد في عفرين ورأس العين وسواها مازالوا يعانون من إرهاب هذا التنظيم عبر القصف المستمر وعبر إرسال المفخخات بشكل شبه أسبوعي، وإذا كان لابد من توجيه التركيز الإعلامي على انتهاكات وجرائم تقع فإن التجاوزات الفردية التي تقع في المناطق المحررة رغم إدانتنا لها لا تكاد تصلح للمقارنة مع الجرائم الممنهجة الموجهة من تنظيم PKK الإرهابي وداعش والنظام ضد تلك المناطق والمدنيين فيها.
رووداو: هناك استيلاء مستمر على أملاك وبيوت الكورد في عفرين، هل لديكم السلطة كي تفتحوا الطريق لعودة النازحين من أهل عفرين إلى مدينتهم وقراهم وتعيدوا لهم بيوتهم وأراضيهم؟
نصر الحريري: من أجبر الأهالي على مغادرة بيوتهم وقراهم هو تنظيم PKK الإرهابي خلال عمليات التحرير التي جرت في تلك المناطق، ووضعهم في مخيمات ومنعهم من العودة بعد انتهاء العمليات العسكرية من أجل استثمارهم دعائياً وسياسياً. وقد دعونا من قبل للعودة، وفي زيارتنا للإقليم جلسنا مع عدد من أهالي عفرين ودعونا الجميع للعودة إلى ديارهم، كما دعونا المجلس الوطني الكوردي إلى النزول إلى عفرين ومشاركة أهلها في إدارة المنطقة. كما أن هناك لجنة مختصة تم تشكيلها من الحكومة السورية المؤقتة والجيش الوطني من أجل النظر في الشكاوى المقدمة والتحقيق فيها ورد المظالم إلى أهلها، وقد قامت اللجنة بمعالجة جميع الملفات التي قدمت لها، ونحن عن طريقكم اليوم ندعو كل المواطنين من أصحاب الشكاوى، أو من ينوب عنهم إلى الإبلاغ عن أي مخالفات أو تجاوزات أو انتهاكات إلى لجنة تقصي الحقائق التابعة للائتلاف، ليتم التعامل معها.
رووداو: هل التعريب القائم من النواحي السكانية والتعليمية والثقافية في عفرين والتي كان 95% من سكانها من الكورد، سياسة مقبولة من قبل ائتلاف المعارضة السورية؟
نصر الحريري: الكورد مكون أصلي وأساسي من الشعب السوري، نحن نحرص على حقوق جميع المكونات السورية، والأسبوع القادم سنكون في عفرين لنحيي مع الأخوة الكورد احتفالات النوروز في رسالة واضحة باعتزازنا بالتنوع الثقافي واللغوي للشعب السوري، والذي نعده واحداً من أهم مميزات هذا البلد
.رووداو: هل لديكم نية لإفراغ الشريط الحدودي مع تركيا من الكورد؟
نصر الحريري: سؤالكم هذا يتجاهل مناشداتنا المستمرة لإخوتنا الكورد بالعودة لبيوتهم ومساعينا الدائمة لتأمين الاستقرار والسلام في المنطقة. الواقع أن من مارس جرائم التهجير والتغيير الديمغرافي في سوريا مع نظام الأسد هو ميليشيات PKK وكما ذكرت أن من أجبر الأهالي على مغادرة بيوتهم وقراهم هو هذا التنظيم الإرهابي ووضعهم في مخيمات ومنعهم من العودة بعد انتهاء العمليات العسكرية من أجل استثمارهم دعائياً وسياسياً. هذا التنظيم يعمل على ضرب النسيج السوري وتغيير بنيته الثقافية والديمغرافية، وبإمكانكم مراجعة سجل جرائم التهجير الموثقة التي قامت بها تلك الميليشيات في تقارير منظمة العفو الدولية
.رووداو: لماذا تم تعريب منهج المدارس في عفرين ورأس العين وليس فيه حتى مادة باللغة الكوردية في حين تدرس اللغة التركية في تلك المدارس؟
نصر الحريري: وزارة التربية في الحكومة السورية المؤقتة عدلت المناهج السورية بتنظيفها من كل متعلقات نظام الأسد وحزب البعث وهي التي كانت تدرس في عفرين وكل سوريا من عقود، وما زالت إلى اليوم تدرس، في فترة سيطرة ميليشيات تنظيم PKK الإرهابي راح يدرس نفس مناهج نظام البعث لكن مع تعديل طفيف فبدل المجرم حافظ الأسد حلّ “أوجلان” وبدل “حزب البعث” حلّ تنظيم “PKK” وبدل مشروع حزب البعث حلّ مشروع تنظيم PKK في “الأمة الديمقراطية”. كان لابد حفاظاً على أطفالنا هناك من إنقاذهم من هذه المناهج التي لا تنتج إلا الفكر العنصري والشوفيني ولا تخرج في النهاية إلا إرهابيين محتملين، وتغييرها إلى مناهج معترف بها متوافقة مع المعايير الدولية للتربية والتعليم بعيداً عن التطرف والإرهاب. أما تدريس اللغة الكوردية فمن حق كل مكوّن في سوريا أن يدرس لغته الأم ونحن نعتبر كل لغة وكل قومية في سوريا عامل تنوع وثراء للوطن السوري كله بكل مكوناته.
رووداو: حسب التقرير الصادر من قبل ممثلية إقليم كوردستان للمجلس الوطني الكوردي في سوريا، قال لكم نواف رشيد أثناء زيارتكم لمقرهم في أربيل بخصوص عفرين ورأس العين: هل هذا هو التحرير؟ كيف سوف تردون عملياً على انتقاد ومطالب المجلس الوطني، خاصة وأنهم تحت ضغط سياسي وشعبي بسبب الانتهاكات التي تقوم بها الفصائل المسلحة التابعة لائتلاف المعارضة السورية؟
نصر الحريري: نعتقد أن ما أنجزناه في شمال سوريا كان أمراً مهماً بل عظيماً لكل وطني سوري بالرغم ما شابه من بعض التجاوزات الفردية كما ذكرت سابقاً. لقد أثمرت العمليات العسكرية الثلاث في شمال سوريا عن حفظ البلاد من التقسيم وطرد تنظيمين من أعتى التظيمات الإرهابية التي تعيث فساداً في سوريا وهما داعش وتنظيم PKK، وخلصنا أهلنا هناك من حكمهما القائم على القمع والكبت والإجبار.
ومازال أهلنا شرق الفرات تحت سلطة الميليشيات الإرهابية، حيث يعاني أهلنا هناك الأمرّين، لاسيما الكورد منهم من حكم تنظيم PKK الإرهابي وحملات الاعتقال الدائمة بحق الشباب والصبايا من أجل التجنيد الإجباري وعمليات خطف الأطفال لنفس السبب، وعمليات إرسال المجندين إلى جبال قنديل معقل التنظيم الرئيسي وعمليات التغيير الديمغرافي والثقافي وتشويه المناهج والقائمة تطول.
وبالنسبة للمجلس الوطني الكوردي فقد دعونا المجلس أن ينزل بكوادره إلى ما حرر من مناطق لاسيما التي يقطنها أهلنا من الكورد ليشاركونا وليستلموا زمام المبادرة في الإدارة المحلية ومراعاة شؤون الناس هناك وغلق المجال أمام بروباغندا تنظيم PKK الإرهابي وادعائه تمثيل الشارع الكوردي.
من جانب آخر، التحديات التي بين أيدينا هائلة، ولا نريد أن نتنازل عن تطلعاتنا وخاصة أن مشروع التحرر السوري الذي نناضل من أجله يتعرض لهجمات من أطراف متعددة.
وهناك دول وجهات تبذل جهوداً جبارة من أجل تحويله إلى مشروع طائفي تقسيمي يتم التلاعب به خدمة لأجندات لا تمت بأي صلة لحقوق وتطلعات الشعب السوري. نريد اليوم خطاباً سورياً مدنياً، خطاباً يرفض المنطق الطائفي التفتيتي الذي يعيش في عالم ما قبل المواطنة، خطاباً يأخذنا نحو المستقبل ويضع يدنا بيد بعض. لنعمل من أجل المواطن السوري
هذا هو المعنى الحقيقي للمواطنة، أن نحرص على حقوق إخوتنا في الوطن قبل حقوقنا
