قالت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها، إن نظام بشار الأسد بالتعاون مع القوات الجوية الروسية قاموا بخرق الهدنة المتفق عليها في إدلب التي تضم حوالي 3 ملايين شخص وتخضع لسيطرة الثوار.
وأشارت إلى القصف الذي استهدف المنازل والمستشفيات وحتى المحلات الغذائية، حيث قدرت الأمم المتحدة عدد الفارين باتجاه الحدود التركية بأكثر من 150,000 شخص.
وانتقدت الصحيفة استجابة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي لم يصدر عنه أي تصريح يخص إدلب التي من الممكن أن تشهد أكبر كارثة إنسانية في سوريا. كما ستنعكس نتائج عملية إدلب على تركيا وأوروبا نتيجة لموجة اللاجئين التي ستولدها أي عملية برية تستهدف المنطقة في الوقت الذي تعاني فيه أوروبا من الأساس من تبعات موجة اللجوء الجماعي الذي بدأ في 2015.
ومع كل المخاطر هذه، لم تتحرك إدارة ترامب، وعندما أثار وزير الخارجية الأمريكي الموضوع في وقت سابق من هذا الأسبوع خلال الاجتماعات التي عقدها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، قيل له إن موسكو ستقوم بعملية محدودة وتهدف فقط إلى توسيع المنطقة الآمنة لحامية قاعدتها الجوية التي تتعرض للهجوم.
وأشارت الصحيفة إلى إنه يجب عدم الوثوق بالتصريحات الروسية، والسبب تاريخ النزاع السوري الذي يقدم درسين واضحين: نظام الأسد يسعى بشكل واضح إلى استعادة السيطرة على سوريا بالقوة مهما كانت التكلفة، ولا قيمة للتأكيدات الروسية التي تهدف فقط إلى طمأنة المبعوثين الأمريكيين، فهي، والكلام هنا للصحيفة، بلا أي قيمة.
والأمر أصبح واضحاً في إدلب، حيث ينتهك الهجوم الاتفاق الذي توصل له بوتين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العام الماضي لمنع حدوث معركة شاملة تستهدف المنطقة، بعد أن توصل كلا الطرفين لإقامة منطقة عازلة تستبعد منها الفصائل المعارضة.
وتقول الصحيفة إنه يجب بالفعل معالجة المشكلة المتمثلة بتواجد المقاتلين المتطرفين، ولكن ليس على طريقة الأسد والقوات الروسية الداعمة له، والتي تعتمد على قصف البنية التحتية المدنية، وتستهدف القطاع الطبي مثل المستشفيات، وتسعى لإطلاق هجرة جماعية خارج المنطقة.
وعن الحل المناسب لسوريا، ترى الصحيفة، إنه لا يمكن تحقيق أي تقدم إلى أن يتم كسر الروابط التي تربط نظام الأسد بروسيا وإيران خصوصاً مع فشل روسيا والأمم المتحدة بالتوصل لأي تسوية سياسية بسبب رفض النظام بمساندة إيرانية تقاسم السلطة مع القوى التي تمثل الأغلبية السنية في سوريا.
وعلى الرغم من محدودية نفوذ الولايات المتحدة في فرض أي تغيير مؤثر في سوريا إلا يمكنها أن تصر على منع حدوث أي هجمة تستهدف إدلب وهذا، والكلام دائماً للصحيفة، يجب أن يكون على جدول أعمال ترامب عندما سيجتمع مع بوتين في اليابان الشهر المقبل.
المصدر: أورينت نيوز