قالت صحيفة واشنطن بوست إن العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إيران قلصت من قدرتها على تمويل وكلائها مثل حزب الله الذي يعد من أكبر المستفيدين من الأموال الإيرانية.
ويشهد حزب الله انخفاضاً حاداً في إيراداته مما اضطره إلى إجراء تخفيضات صارمة في نفقاته، وذلك بحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين وأعضاء في الحزب.
وقال موظف عامل في إحدى الوحدات الإدارية إن المقاتلين الذين يتم اقتيادهم إلى الخدمة أو تكليفهم بالاحتياط يحصلون على رواتب منخفضة وأحياناً يعملون بدون أجر على الإطلاق. وينشر حزب الله عادة هؤلاء المقاتلين في سوريا حيث تلعب المليشيات الشيعية دوراً محورياً في القتال لصالح نظام بشار الأسد.
وضربت الأزمة المالية قناة المنار التابعة لحزب الله حيث تم الاستغناء عن موظفيها وإيقاف بعض برامجها. وتم تقليص البرامج الإغاثية التي كانت وفيرة وتدعم الجالية الشيعية الفقيرة في لبنان وتوفر لهم الأدوية المجانية وتدعم كذلك المقاتلين وعوائلهم بالمواد الغذائية.
ويقول المسؤولون في إدارة ترامب أنهم تمكنوا من قطع 10 مليارات دولار من الإيرادات الإيرانية منذ تشرين الثاني مما تسبب بحالة بؤس في المعيشة داخل إيران وقطع المساعدات عن وكلائها.
انقطاع 70% من الإيرادات
واعترف مسؤول كبير في حزب الله، تحدث للصحيفة شريطة عدم الكشف عن اسمه، بانخفاض الدعم المالي الذي يتلقاه حزب الله مما اضطره لتقليص نفقاته. وقال “بلا شك كان لهذه العقوبات تأثير سلبي.. في نهاية المطاف، تعتبر العقوبات شكلاً من أشكال الحرب، وسنواجهها ضمن هذا السياق”.
ويخضع حزب الله أيضاً لعقوبات منفصلة مفروضة عليه نتيجة التفجيرات الانتحارية وعمليات الاختطاف التي استهدفت الأمريكيين في لبنان في الثمانينات. وتستهدف هذه العقوبات الشركات والأفراد والبنوك التي تتعامل معه. ولكن المسؤول في حزب الله قال إن العقوبات المفروضة على إيران تُؤثر بشكل أكبر في عمليات التمويل.
ولم يوضح المسؤول مدى الانخفاض الذي شهده الحزب في ميزانيته. ولكن، بريان هوك، المبعوث الأمريكي الخاص، قال للصحفيين في نيسان بواشنطن إن إيران أرسلت في الماضي ما يعادل 700 مليون دولار في السنة وهو ما يمثل 70% من كامل إيرادات الحزب.
مع ذلك، قال المسؤول في حزب الله إن لهديهم مصادر دخل أخرى ويخططون للبحث عن المزيد بهدف “تحويل التهديد إلى فرصة” لتطوير مصادر دخل جديدة.
الاتجاه نحو التبرعات
وما يزال المقاتلون المتفرغون يتلقون رواتبهم المقررة إلا أن حزب الله ألغى المزايا الإضافية التي تصرف لهم مثل بدل الطعام والغاز والمواصلات، وذلك بحسب ما قال شخص آخر في حزب الله.
وقال إن عوائل “الشهداء في حزب الله”، سواء الذين قتلوا في سوريا أو في حروب مع إسرائيل، ما زالوا يتلقون كامل الرواتب. حيث تعتبر المدفوعات المالية مقدسة وضرورية في حال ما أراد حزب الله المحافظة على فعاليته كقوة مقاتلة.
ولتعويض النقص في التمويل قام حزب الله بحملة تبرعات كبيرة هدفها بالوقت نفسه حشد الموالين له ولكنها تسلط الضوء أيضاً على الصعوبات المالية التي يواجهها.
وقال حينها حسن نصر الله، في كلمة ألقاها في آذار، إن التبرعات تعتبر “جهاد المال”، انتشر لاحقاً صناديق للتبرعات في شوارع المناطق الموالية له.
وتتجول شاحنات صغيرة مزودة بمكبرات صوت في الضاحية، تحتوي على صناديق بلاستيكية للم التبرعات. كما نشر حزب الله لوحات إعلانية على الطريق المؤدي للمطار تحث المواطنين على المساهمة في الجمعيات الخيرية التي يديرها.
المصدر: أورينت نيوز