قالت صحيفة وول ستريت جورنال، إن الولايات المتحدة وإيران تتواصلان عبر دبلوماسيين غربيين وعرب، في محاولة لتفادي اندلاع صراع في منطقة الخليج.
وبحسب الصحيفة، تعتبر هذه المحادثات المبكرة التي تتم عبر وسطاء مقدمة لبدء محادثات دبلوماسية تتم بالطرق التقليدية المباشرة.
وفي الوقت نفسه، قالت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة، إنها سترسل المزيد من القوات العسكرية إلى المنطقة كما ستسمح لحلفائها في المنطقة بعقد صفقات سلاح تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات وذلك لمنع التهديد الإيراني المتزايد.
واشترطت إيران عبر أحد الدبلوماسيين تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على صادراتها النفطية من قبل الولايات المتحدة، قبل بدء أي محادثات مشتركة؛ إلا أن إدارة ترامب لم تبد أي إشارة تخص العقوبات النفطية التي أثرت بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني.
واتخذت الولايات المتحدة موقفاً متشدداً هي الأخرى، مشترطة إطلاق أمريكي واحد على الأقل من أصل أربعة مواطنين أمريكيين محتجزين في السجون الإيرانية.
وقال المسؤولون الأمريكيون، إنهم لن يتفاوضوا حول العقوبات النقطية معتمدين على تجربة كوريا الشمالية التي انتهت بمحادثات في الماضي بين ترامب وكيم جونغ أون في سنغافورة.
رسائل متضاربة حول النوايا الحقيقة
وقال المسؤول الأمريكي “إذا كانت رغبتك تغيير الأجواء الحالية فلتطلق سراح الرهائن المحتجزين لديك” موجهاً حديثه لإيران، وأضاف إن إطلاق سراح أحد الرهائن الأمريكيين من شأنه أن يساعد في خلق “جو من عدم التصعيد”.
من جانبه عبر وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف عن رغبته في مناقشة مسألة تبادل الأسرى، مع ذلك قال المسؤول الأمريكي إن ظريف لم يتواصل إلى الآن مع الولايات المتحدة سواء بشكل مباشر أو عبر سويسرا الوسيط الأساسي التي تعتمده طهران لمناقشة قضاياها مع الغرب.
وتأتي هذه التطورات بعد أسبوعين من إرسال الولايات المتحدة رسائل متضاربة حول نواياها المتعلقة بإيران.
وقامت إدارة ترامب بنشر سفن حربية وقاذفات استراتيجية في المنطقة، واتهمت طهران باتخاذ تدابير هجومية تستهدف ناقلات النفط والبنية التحتية في المملكة العربية السعودية.
وأعلن ترامب عن إرسال 1,500 عسكري إضافي إلى الشرق الأوسط لأسباب دفاعية وسمح لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة بشراء أسلحة إضافية في صفقات تقدر بمليارات الدولارات، كما استدعت الولايات المتحدة معظم موظفيها في العراق.
مع ذلك، قال ترامب إنه يدعو الإيرانيين لإجراء محادثات معه. وأكد وزير الدفاع بالوكالة بات شاناهان على أن التهديد الإيراني “معلق” حالياً.
دور العراق والسفير البريطاني هناك
ويعد العراق من أبرز الدول التي بإمكانها نقل الرسائل الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران، حيث قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، إن العراق سيرسل وفودا إلى طهران وواشنطن مؤكداً على وجود رسائل متبادلة بين البلدين.
وقال عبد المهدي هذا الأسبوع “أحياناً نخرج بمقترحات يقبلها أحد الأطراف ومن ثم ننقلها إلى الطرف الآخر.. نحاول نزع فتيل الأزمة”.
ويبرز السفير البريطاني في العراق جون ويلكس كصلة وصل قوية بين الولايات المتحد وإيران وحلفائها، حيث التقى بالقادة السياسيين العراقيين والسفير الإيراني في العراق قبل عدة أيام.
وقال ويلكس في شريط فيديو ظهر فيه متحدثاً بالعربية “ناقشنا الطرق التي يمكن من خلالها تجنب حدوث أزمة وبهدف عدم العودة إلى الأجواء المتوترة التي خيمت على المنطقة في الأسبوع الماضي”.
بالمقابل، نفت السفارة الأمريكية في بغداد لعب ويلكس دوراً في التوسيط بين واشنطن وطهران، ولم تعلق السفارة البريطانية في بغداد ووزارة الخارجية الإيرانية على الموضوع.
وكان وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو قد أخبر المسؤولين العراقيين في بغداد هذا الشهر عزم الولايات المتحدة ضرب أهداف داخل إيران في حال استهدفت منشآتها أو جنودها في العراق، وذلك بحسب مسؤولين أطلعوا على فحوى المحادثة.
المصدر: أورينت نيوز