اعتبرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن روسيا تحاول إظهار القوة الناعمة، من خلال التسوية مع المعارضة السورية المسلحة الموجوة على الأرض، في إشارة منها للصفقة التي عقدت مع الفصائل في تموز الماضي، والتي أدت إلى تسليم أكثر من 2,000 مقاتل أسلحتهم الخاصة للوسطاء الروس.
وركز تكتيك الروس التفاوضي في جنوب غرب سوريا حول التلويح بوعود مشابهة، حيث قدمت روسيا وعودها في البداية لمجموعات صغيرة وضعيفة من المدنيين والمقاتلين، أما من رفض الوعود الروسية، فقد أجبر على المغادرة بدون عنف بصحبة عائلاتهم نحو إدلب، ويرى دبلوماسيون روس أن موسكو تريد تكرار الاستراتيجية نفسها في إدلب، مهددة بقصف من يرفض التوقيع.
وتشير الصحيفة إلى”أن الروس يقومون بتحقيق وضع أسطوري تقريباً بين صفوف المقاتلين بسبب قدرة الروس على إغرائهم بالانشقاقات عبر عملية المصالحة”، يقول نيكولاس هيرس من مركز “الأمن الأمريكي الجديد” والذي يقدم المشورة للحكومة الأمريكية بشأن سوريا.
ويتبنى المسؤولون العسكريون والدبلوماسيون الأمريكيون وجهة نظر متشائمة حول دور روسيا في سوريا، معربين عن قلقهم المتزايد بشأن ما يعتبرونه علامات على هجوم وشيك في إدلب.
وتضيف الصحيفة أن كبار المسؤولين في الخارجية الأمريكية التقوا في وقت سابق من هذا الأسبوع بالسفير الروسي في واشنطن (أناتولي أنتونوف) لتأكيد قلق الولايات المتحدة، وذلك بحسب تصريح للمتحدثة باسم الخارجية (هيذر نويرت)، بينما قالت السفارة الروسية، إن الاجتماع جاء بناء على طلب (أنتونوف) لتحذير “الولايات المتحدة من توجيه ضربة للجيش السوري بتهمة استخدام الأسلحة الكيماوية”. التحذير الذي وصفه متحدث باسم البنتاغون بأنه “عبارة عن حملة تضليل”.
وبحسب الصحيفة؛ فإن عملية التفاوض التي تقودها روسيا مع فصائل المعارضة، تغذي رواية النظام الرسمية، والذي يدعي بأنه يتفاوض مع المقاتلين، كما يشجع روسيا أكثر للضغط على الحكومات الغربية، وذلك بهدف الحصول على أموال إضافية لإعادة إعمار سوريا وتشجيع عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، والهدف طبعاً تجنب القيام بأي عملية تفضي إلى تسوية سياسية في البلاد.
وقال تشارلز ليستر، من “معهد الشرق الأوسط” بواشنطن “حتى عندما كان الروس يقصفون مناطق المعارضة في جميع أنحاء البلاد، كانوا أيضا، يقومون بعمليات تواصل هادئة جداً مع الجماعات المسلحة وقادتها السياسيين”.
وترى الصحيفة أن هذا التكتيك يضع الثوار تحت رحمة (الأسد)، حيث تم الإبلاغ عن انتهاكات تقوم بها قوات النظام وضباط الأمن التابعين له، بما في ذلك حملة اعتقالات عديدة شملت عناصر لها ارتباطات بالثوار، على الرغم من صدور عفو عام من قبل النظام.
وعلى الرغم من كل الادعاءات الروسية، فقد تسببت نيران الجيش الروسي بحسب منظمة “Airwars” بمقتل ما لا يقل عن 2,882 مدنياً في سوريا، خلال الستة أشهر الأولى فقط من عام 2018. بزيادة في نسبة القتل بلغت 34% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
أخيراً، قال هيرس “بمجرد أن ترى إحدى الجماعات المقاتلة أن المصالحات تعمل غالباً لمنع المزيد من العنف، فإننا سنرى المزيد والمزيد من الموقعين، تأثير ذلك سيكون متتالياً”.
المصدر: عنب بلدي