دعت منظّمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، الأحد، إلى السماح لكافة القصّر المحتجزين في مخيمات أو سجون “قسد” في شمال شرق سوريا بالعودة إلى ديارهم. وتأتي مناشدة يونيسف غداة مقتل خمسة أشخاص بينهم أربعة أطفال جراء حريق في مخيم الهول المكتظ بنازحين فروا من المعارك إبان الحملة العسكرية للقضاء على تنظيم الدولة.
وجاء في بيان للمدير الإقليمي ليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تيد شيبان: “في شمال شرق سوريا، هناك أكثر من 22 ألف طفل أجنبي من 60 جنسية على الأقل، يقبعون في مخيمات وسجون، بالإضافة إلى آلاف من الأطفال السوريين”.
وحضّ شيبان السلطات في شمال شرق سوريا والدول الأعضاء في الأمم المتحدة على “بذل كل ما أمكنها من جهود لإعادة الأطفال المتواجدين حاليا في شمال شرق سوريا إلى ديارهم”.
وقال إن هذا الأمر يجب أن يتم “من خلال إدماج الأطفال السوريين في مجتمعاتهم المحلية وإعادة الأطفال الأجانب إلى بلادهم”.
وكانت “قسد” قد باشرت إعادة آلاف من الأطفال السوريين المتواجدين في المخيمات إلى ديارهم، لكن المناشدات المتكرّرة للدول الغربية لاستعادة مواطنيها لم تلق بغالبيتها آذانا صاغية، واقتصر الأمر على قلة قليلة من الأطفال وبضع نساء.
وفي حصيلة جديدة قضى أربعة أطفال وامرأة جراء “حريق في مخيم الهول أثناء احتفال النازحين السوريين بعرس داخل المخيم وبسبب وقوع صوبيا (للتدفئة) وانفجارها في مكان الاحتفال”، وفق مسؤول النازحين والمخيمات في شمال شرق سوريا، شيخموس أحمد. وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة بإصابة 26 شخصا.
والأحد أصدر المكتب بيانا جاء فيه “هذا الحدث المؤلم يؤكد حقيقة أنه لا ينبغي لأحد، خاصة الأطفال الأبرياء، أن يعيش في ظل ظروف إنسانية صعبة وخطيرة في مخيم الهول”. ويستضيف المخيم الأكبر في سوريا والذي تديره “قسد” نحو 62 ألف شخص أكثر من 90 بالمئة منهم نساء وأطفال، وفق الأمم المتحدة. ومنذ مطلع العام شهد المخيم أحداثا دامية بينها عمليات قتل بقطع الرأس.
وتحذّر منظّمات إنسانية من الظروف المعيشية السيئة في المخيم. وفي الأول من فبراير شباط الماضي، حضّت منظّمة “سيف ذا تشيلدرن” (أنقذوا الطفولة) العراق والدول الغربية على تسريع عودة الأطفال المتواجدين في شمال شرق سوريا إلى ديارهم.
انعدام الخدمات الأساسية وأضاف شيبان في بيانه، الأحد، أن الأطفال في مخيم الهول “لا يعانون فقط من العيش في وصمة العار” بسبب تاريخ آبائهم، “بل أيضا في ظل ظروف صعبة للغاية تندر فيها الخدمات الأساسية، وتنعدم كليا في بعض الحالات”.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن “احتجاز الأطفال يجب أن يكون آخر خيار وأن يكون محددا بأقصر فترة ممكنة. لا يجب احتجاز الأطفال بناء فقط على الاشتباه بعلاقات بين عائلاتهم للجماعات المسلحة أو قرابتهم بعناصر” من تلك الجماعات. وأكد شيبان أنه يجب على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن تبذل كل ما بوسعها لإعادة الأطفال إلى مجتمعاتهم وتوفير سبل “العيش الكريم”.
وأضاف “ندعو كل الدول الأعضاء لتوفير الأطفال، الذين ولدوا لآباء يحملون جنسيتهم، بالوثائق المدنية، كي لا يكبروا دون دولة”. أوضاع “خطيرة”وعبر المنسق المقيم للأمم المتحدة في الشؤون الإنسانية لسوريا، عمرا رضا، والمنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية بالأزمة السورية، مهند هادي، عن أسفهما جراء الحريق الذي شهده مخيم الهول، في بيان، الأحد.
وأكدا المسؤولان أنه لا يتوجب على أحد، بالأخص الأطفال الأبرياء، أن يعيشوا تحت ظروف صعبة وخطيرة على الأرجح”. وأكدا أن جهود الأمم المتحدة تنصب على توفير المساعدة العاجلة، وأن الأمم المتحدة وشركاءها سيوفرون “جملة شاملة من المساعدة الإنسانية للمخيم، من ضمنها الرعاية الطبية الطارئة والأساسية والمياه والملجأ والمواد الغذائية وغير الغذائية”.
الحرائق ليست نادرةويشير مسؤولون بارزون في الأمم المتحدة إلى أن حوادث اشتعال الحرائق العرضية، ليست بالأمر النادر في مخيم الهول، وذكروا أن بعض العائلات تستخدم أفران الطبخ داخل خيمهم للدفء، بالأخص في فصل الشتاء حيث تتدنى درجات الحرارة تحت الصفر. وأكد رضا وهادي إن لم يتم التخطيط لوسائل تضمن حياة كريمة على المدى الطويل لسكان المخيم “فمن المؤكد أن تقع المزيد من الحوادث المأساوية”.
مصدر الخبر : فرانس برس